ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». قَالا لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ».
حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!».
فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا».
ولكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا.
ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس.
وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الجُمُوعُ فَقَالُوا: «لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هذَا في إِسْرَائِيل».
أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».
وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
تأمّل:
“وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة”. هذا ما كان يعمله يسوع قبل ألفي سنة و”لم يُرَ شيءٌ مثل هذا في إسرائيل”. هل ما زال يسوع يطوف اليوم في شوارع حياتنا ويعمل فينا؟
“ها أنذا معكم طوال الأيام، الى انقداء الدهر”(مت28: 20)، نعم ها إنّ يسوع حاضرٌ معنا كما مضى يُعلّم من خلال أمّنا الكنيسة التي هي جسده السري. إنّه يكرز بإنجيل الملكوت بواسطة كلمة الحياة التي نقرؤها ونتأمّلها كل يومٍ في الكتاب المقدّس “الكلمة صار جسداً”(يو1: 14). إنّه يشفي أمراض وعلل نفوسنا بواسطة الأسرار المقدّسة وخصوصا سر الإفخارستيا سر حب الله الذي بذل ذاته من أجلنا ” وبجراحه شُفينا”(أش53: 5).
إنّ يسوع هو حاضرٌ بيننا يعلّم ويكرز ويشفي ولكن هل تراه عين إيماننا؟
لنأخذ العبرة من مثل الأعميان: “فقال لهما يسوع: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». قَالا لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ». حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!»”.