ورَأَى التَّلامِيذَ مَنْهُوكِينَ مِنَ التَّجْذِيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُخَالِفةً لَهُم، فجَاءَ إِلَيْهِم في آخِرِ اللَّيْلِ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، وكانَ يُريدُ أَنْ يَتخَطَّاهُم.
ولَمَّا رَآهُ التَّلامِيذُ مَاشِيًا عَلَى البُحَيْرَة، ظَنُّوهُ شَبَحًا فصَرَخُوا،
لأَنَّهُم رأَوْهُ كُلُّهُم وٱضْطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».
وصَعِدَ إِلَيْهِم، إِلى السَّفِينَة، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشُوا في أَنْفُسِهِم غَايَةَ الدَّهَش،
لأَنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا مُعْجِزَةَ الأَرْغِفَةِ لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم.
ولَمَّا عَبَرُوا جَاؤُوا إِلى أَرْضِ جِنَّاشَر، وأَرْسَوا هُنَاك.
ولَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ عَرَفَهُ النَّاسُ حَالاً.
وطَافُوا تِلْكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأُوا يَحْمِلُونَ مَنْ بِهِم سُوءٌ إِلى حَيْثُ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَنَّهُ مَوْجُود.
وحَيْثُما كانَ يَدْخُلُ قُرًى أَوْ مُدُنًا أَو ضِياعًا، كَانُوا يَضَعُونَ المَرْضَى في السَّاحَات، ويَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسُوا وَلَو طَرَفَ رِدَائِهِ. وجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشْفَون.
تأمّل:
كلنا نُدركُ كم نواجه في العالم من مصاعب تنهكنا وتجعلنا ضعفاء وتوصلنا أحياناً لنشعر بالإحباط واليأس. حياتنا هي كسفينة الرسل تسير في وسط البحر أي في قلب العالم. تهبُّ أحياناً رياحٌ قوية لم نكن نتوقّعها قط فتضرب حناياها فنفقد السيطرة عليها. عندئذٍ نشعر بأننا بحاجة الى أحدٍ جديرٌ بالثقة وكفوءٌ ليستلم القيادة ويقودها الى المكان الملائم.
مَنْ مثل الرب يستطيع أن يهدئ روع العواصفَ ويقود حياتنا الى ميناء الراحة والسكينة، هو الذي تطيعه الرياح فتصمت. إنّ الربَ سيّدُ حياتنا يردّدُ كلّ يومٍ على مسامعنا: “ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!”. إذا لنثق بربّنا فنسلّمه قيادة حياتنا فنصل بالتأكيد الى ميناء الأمان والسلام.
يشكر القسم العربي في وكالة زينيت الأب روبير معماري على هذه التأملات التي تساعد القرّاء الأعزاء خلال مسيرة الصوم، ونتمنى له كل التوفيق في مهامه الجديدة ككاهن للرعية المارونية في ليون في فرنسا.