اللاهوت ليس كبرياء العقل بل بحث القلب عن المحبوب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 17 مارس 2010 (Zenit.org). – تابع البابا هذا الأربعاء تأمل الأسبوع الماضي في بعض تعاليم القديس بونافنتورا، مقارنًا بين فكره وفكر القديس توما الأكويني.

فهذان القديسان واللاهوتيان العظيمان أسهما، على حد قول البابا، بجعل العصر الوسيط المسيحي “عصر حيوية عقلية” من خلال تفعيل الحوار بين الإيمان والعقل، وسبر أسرار الوحي وتقييم دور العقل البشري.

اللاهوت: علم الحب

الفرق الأول بين القديسَين هو في فهمهما للاهوت، فكلاهما يتساءلان عما إذا كان اللاهوت علمًا عمليًا أو علمًا نظريًا. يصرح توما الأكويني بأن اللاهوت هو علم عملي، ولكنه يرتكز أولاً على المعرفة. فنحن نعرف الله أولاً، ومن ثم نعمل بحسب الله.

أما بالنسبة لبونافنتورا فتشديده هو مختلف. يقوم بونافنتورا بتمييز ثلاث نقاط: عملي، نظري وحِكمي في عمل اللاهوت. بينما يتقدم في النقطة الأولى العملي على النظري، ويتقدم في الثانية النظري على العملي، تقوم الحكمة بمعانقة العنصرين فيسيران سوية.

الحكمة – بحسب بونافنتورا – تطلب التطلع (التأمل) الذي هو الشكل الأسمى من المعرفة، وغايتها هي أن نضحي صالحين (ut boni fiamus). ويضيف الملفان السيرافيمي: “الإيمان هو في العقل بشكل يجعله يولد العاطفة. على سبيل المثال: معرفة أن المسيح مات من أجلنا لا يبقى  معرفة، بل يضحي بالضرورة عاطفة وحبًا”.

ولهذا فبحسب بونافنتورا، اللاهوت ليس كبرياء العقل. اللاهوت الحق هو ثمرة الحب. من يحب يريد أن يعرف أكثر وأفضل المحبوب؛ اللاهوت الحق لا يُعمل العقل إلا لسبب واحد، وهو أن يتعرف على المحبوب. ولذا الأولية في اللاهوت هي للحب.

سعادة الإنسان هي في الاتحاد المتيم بالله

إنطلاقًا من هذا المفهوم للاهوت، يقدم توما وبونافنتورا نظرتهما لغاية الإنسان. فبحسب توما، غاية الإنسان هي أن يرى الله. في هذه الرؤيا يجد الإنسان حبوره وسعادته. أما بالنسبة لبونافنتورا، فغاية الإنسان هي أن يحب الله، أن يلتقي به، أن يتحد به وبحبه. هذا هو بالنسبة له الوصف الأسمى للسعادة.

كما وشرح الأب الأقدس أننا نستطيع أن نفهم تركيز القديس بونافنتورا انطلاقًا من الموهبة الفرنسيسكانية، التي هي القديس فرنسيس بالذات. ففقير أسيزي بيّن أولية المحبة في الحياة المسيحية. “كان أيقونة حية ومتيمة بالمسيح” جعل المسيح حاضرًا في زمانه وأقنع معاصريه، لا بكلماته بل بحياته”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير