جنوا، الخميس 18 مارس 2010 (Zenit.org) .. – إذاعة الفاتيكان – في مداخلته مساء الأربعاء في كاتدرائية القديس لورينتسو في مدنية جنوا شمال إيطاليا بحضور رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكردينال أنجلو بانياسكو تحدث بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال عن وضع الكنيسة في الأرض المقدسة فقال إن تصرف إسرائيل، على الرغم من المظاهر الخارجية التي تدلّ على دولة علمانية تسودها الحرية، يعكس نظاما عسكريا، طائفيا ويهوديا. أكد البطريرك الطوال أن كل شكل من أشكال الاحتلال مرفوض من الجميع إذ إنه يُفقد مرتكبَه معنى الاحترام وكرامة الغير ويزيد من معنى الرفض والمقاومة لدى المُحتَل. وأضاف أن لا أحد يجرؤ الكلام عن الأراضي الفلسطينية كأراض محتلة من قبل إسرائيل. في هذه الأماكن هناك نوع من التشابه مع إسرائيل وخصوصا في غزة حيث راح ينمو نموذج لدولة طائفية مسلمة حتى ولو زاد اعتبار المسيحيين في هذه الأراضي. نطلب من مسيحيي الأرض المقدسة أن يكونوا جسرا بين ديانتين، حضارتين، ثقافتين وسياستين. وإذ ذكّر بطريرك القدس للاتين بالزيارة التي قام بها البابا بندكتس السادس عشر إلى الأرض المقدسة في مايو 2009 قال إن الحبر الأعظم دعانا ككنيسة القدس ليس فقط إلى التنفس برئة الشرق وحسب إنما برئة الغرب أيضا كي نكون جسر سلام حقيقي على المستويين الديني والثقافي فتصبح الأرض المقدسة أرض جميع الشعوب. إن القدس لكونها وطن اليهود والمسيحيين والمسلمين فهي مدينة بدون حدود تطالب بالانفتاح وبحرية دخول جميع المؤمنين إليها مع ضمانات قانونية دولية إذ لا يمكن أن تكون حكرا على شعب على حساب شعوب أخرى لأنها مدينة الجميع.
رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال أنجيلو بانياسكو قال من جهته: ينبغي أن تكون القدس أرض المصالحة والسلام اللذين وهبنا إياهما المسيح بموته وقيامته لكن المدينة باتت رمزا للتناقضات والانقسامات. وأضاف: إزاء الوضع المتأزم في المنطقة ينبغي أن يرفع جميع المسيحيين الصلاة من أجل أخوتهم المعذبين في الشرق الأوسط، مسيحيين كانوا، يهودا أم مسلمين. وسلط رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الضوء على اهتمام بطريركية القدس بقطاع التربية، وهذا ما يعكسه العدد الكبير من المدارس التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية، مشيرا إلى أن الاستثمار في قطاع التربية سمح ببناء مستقبل أفضل لأبناء الأرض المقدسة كافة.