روما، الاثنين 22 مارس 2010 (zenit.org). – قُدمت يوم السبت 21 مارس رسالة البابا بندكتس السادس عشر الرعوية الى الكاثوليك الإيرلنديين، التي كتبها البابا بشأن الاعتداءات الجنسية في إيرلندا. وفي كلمة عن الرسالة، قال الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن وثيقة البابا “تعبر عن ألمه ومشاركته الشخصية في محاولة المساعدة على التصحيح و إعادة التأهيل والتجدّد”.
وأشار الى ان كلمات البابا “موجهة في المقام الأول للضحايا، وتعبر عن مشاركته العميقة لمعاناتهم وعن خيبة أملهم لأن بعض ممثلي الكنيسة خانوا الثقة التي وضعوها فيهم”.
“الكلمات التي وجهها الى المذنبين قاسية جداً. تقول إنه يجب عليهم تأدية الحساب عن خطاياهم وجرائمهم أمام الله وأمام المحاكم المختصة. وفي الوقت الذي يصر فيه على أن يخضعوا للعدالة، يحثهم على الرجاء بالله وعلى التوبة”.
وقال لومباردي ان البابا يقترح في رسالته “مبادرات حسية، روحية ورعوية، على صعيد التوبة والتجدد الروحي”، مشيراً الى أن الرسالة ستشكل “نقطة انطلاق في مسيرة جديدة”. لمشاهدة كلمة لومباردي : http://www.h2onews.org/arabian/137-events/224443185-fr-lombardi-on-popes-letter-to-the-irish-catholics.html
وفي ما يلي مقتطفات مما قاله البابا عن الاعتداؤات الجنسية في إيرلندا، لمريكا وأستراليا:
الحالة أكثر مأساوية عندما يكون المعتدي رجل دين
في أكتوبر 2006 التقى بندكتس السادس عشر أساقفة إيرلندا وتطرق خلال اللقاء الى موضوع الاعتداءات الجنسية مشيؤاث الى لأنها “حالات مؤلمة وقد تكون مأساوية بشكل أكبر عندما يكون المعتدي رجل دين”. ودعا البابا الأساقفة حينها الى اثبات “حقيقة ما جرى في الماضي” الى اتخاذ ” الخطوات اللازمة لعدم حصولها مجدداً”. لمشاهدة كلمة البابا: http://www.h2onews.org/arabian/132-the-pope/224443191-pope-to-irish-bishops-on-sexual-abuse-oct-2006.html
من يدان بالتحرش الجنسي بالأطفال لا يمكنه أن يكون كاهناً
خلال رحلته الجوية الى الولايات المتحدة في 15 ابريل 2008، قال البابا جواباً على أحد الأسئلة بشأن الاعتداءات الجنسية في الولايات المتحدة: ” أجد صعوبة في فهم إخفاق بعض الكهنة في رسالة حمل الشفاء، حمل محبة الله إلى هؤلاء الأطفال. إنني أشعر بالخجل وسنقوم بكل ما بوسعنا لعدم تكرار هذا الأمر”. وأكد بندكتس السادس عشر ان الكنيسة ستستبعد “بطريقة مطلقة المتحرشين بالأطفال من الخدمة المقدسة لأنهم يخالفونها تماماً. فمن يدان بالتحرش الجنسي بالأطفال لا يمكنه أن يكون كاهناً”.
وأضاف: “وحدهم الأشخاص السلماء أصحاب الحياة الشخصية المتجذرة في المسيح وفي الأسرار هم المقبولون في الكهنوت”، مركداً أن “الأساقفة وعمداء الإكليريكيات لن يوفروا جهداً من أجل تمييز صارم لأن نوعية الكهنة أهم من عددهم”.
لمشاهدة كلمة البابا: http://www.h2onews.org/arabian/132-the-pope/224443215-benedict-xvi-about-us-abuse-crisis-april-2008.html
في مزار سيدة الحيل بلا دنس في واشنطن، وفي كلته خلال الاحتفال بصلاة الغروب، قال بندكتس السادس عشر للأساقفة الأمريكان ان “الاعتداء الجنسي على قاصرين هو مدعاة خجل عميق”. وأضاف: “أخبرني الكثير منكم عن الألم الكبير الذي تكبدته جماعاتكم عندما خان بعض الكهنة التزاماتهم الكهنوتية وواجباتهم بهذا التصرف غير الأخلاقي البالغ الخطورة”. وحمّل البابا للأساقفة مسؤولية تضميد “الجراح التي تسببت بها خيانة الثقة”.
أما خلال القداس في الناشونال ستاديوم في 17 أبريل، فتطرق البابا من جديد الى الموضوع وقال: “أقرّ بالألم الذي عانت منه الكنيسة في أميركا نتيجةً للإعتداء الجنسيّ الذي يتعرّض له القاصرون. لا تستطيع كلماتي أن تصف الألم والأذى اللذين يُسبّبهما اعتداء مماثل”. ودعا الى استكمال “الجهود من أجل حماية الأطفال”.
البيدوفيليا شر كبير
أما خلال رحلته الى استراليا للاحتفال بيوم الشبيبة العالمي في يوليو 2008، فتطرق البابا من جديد الى موضوع الاعتداءات الجنسية. خلال الرحلة الجوية الى استراليا في 12 يوليو قال البابا انه لا يمكن للكهنوت “أن يختلط بهذه التصرفات، لأن الكاهن هو في خدمة ربنا، وربنا هو القداسة بالذات”. وأشار البابا حينها الى ان البيدوفبليا هي أمر سيء دوماً. وأشار الى أنه “من الأهمية تنشئة الإكليريكيين والكهنة ليكونوا قريبين حقًا من المسيح، أن يتعلموا منه أن يكونوا مسعفين ولا أعداء لإخوتهم البشر والمسيحيين”.
بعد ذلك بأسبوع، في 19 يوليو، وخلال القداس مع الإكليرس قال قداسته: “أود أن أتوقف للتعبير عن الخزي الذي شعرنا به جميعاً نتيجة ما قام به بعض رجال الدين من اعتداء جنسي على قاصرين في هذه البلاد. إن هذه الأعمال السيئة، التي تشكل خيانة ثقة خطيرة، تستحق إدانةً مطلقة، إذ سببت ألماً كبيراً، وأذىً لشهادة الكنيسة”.
أما في رسالته الأخيرة التي صدرت يوم السبت الماضي، وفي العدد 6، توجه البابا الى ضحايا الاعتداءات وعائلاتهم فقال: “لقد تألمتم بشدة وأنا حزين جداً لأجلكم. إنني أعلم أن لا شيء يمحو الأذى الذي احتملتموه إذ تعرضت ثقتكم للخيانة، وانتهكت كرامتكم. كثيرون منكم اكتشفوا أنهم لم يجدوا آذاناً صاغية لهم عندما كانوا يتحلون بالشجاعة الكافية للتحدث عما حصل معهم… من الطبيعي أن تجدوا صعوبة في المسامحة أو المصالحة مع الكنيسة. وإنني أعبر باسمها عن الخزي والندم اللذين نشعر بهما جميعاً. في الوقت عينه، أسألكم ألا تفقدوا الرجاء… بالتحدث إليكم كراع مهتم بمصلحة جميع أبناء الله، أطلب منكم بتواضع أن تفكروا في ما قلته. أصلي لكيما تعيدوا اكتشاف محبة المسيح اللامتناهية لكل واحد منكم من خلال التقرب منه والمشاركة في حياة كنيسته – كنيسة مطهرة بالتكفير ومتجددة بالمحبة الرعوية.
إعداد طوني عساف