بقلم الأب روبير معماري الأنطوني
اليوم السابع عشر
روما، الأربعاء 3 مارس 2010 (zenit.org). - . - فَسَأَلَهُ التَّلامِيذُ قَائِلِين: «إِذًا لِمَاذَا يَقُولُ الكَتَبَةُ إِنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟». فَأَجَابَ وقَال: «أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء. وأَقُولُ لَكُم: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى، ولَمْ يَعْرِفُوه، بَلْ فَعَلُوا بِهِ كُلَّ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ ٱبْنُ الإِنسَانِ مُزْمِعٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ على أَيدِيهِم». حينَئِذٍ فَهِمَ التَّلامِيذُ أَنَّهُ حَدَّثَهُم عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان.
تأمّل:
ينوّه يسوع في هذا الإنجيل على إصلاحٍ ما ولكن أيُّ إصلاح؟
هو إصلاح أتى بمثله إيليّا بسيف الكلمة ليردَّ كهنة بعل ويهديهم الى عبادة الإله الحقيقي.
هو إصلاح أتى بمثله يوحنّا المعمدان بعماد التوبة داعياً الناس الى تغيير عقولهم وتطهير قلوبهم.
هو إصلاحٌ أتى بمثله ربنّا وإلهنا يسوع المسيح بصليبه المقدّس إذ افتدى بصمتٍ كلّ البشر مستوعباً بشخصه كلّ عنفهم.
بالطبع يا لها من إصلاحات سلميّة تطال قلب الإنسان لتردّه عن غيّه وضلاله وترشده الى طريق الحق والحياة.
نحن لا نحتاج اليوم الى إصلاح خارجي، ظاهري، مؤسساتي وحسب بل أكثر من ذلك نحن بحاجة الى إصلاحٍ يطال الضمائر والعقليّات والقلوب.
هي دعوةٌ لنا من الرب، في هذا الصيام، لكي نُصلح أنفسنا كما يوصينا على لسان النبي إرميا:"فارجعوا كلّ واحدٍ منكم عن طريقه الشرير، وأصلحوا سلوككم وأعمالكم"(إر18: 11). وبعدها، إذ أصلحنا أنفسنا، يُمكننا أن نصبح مُصلحين، نعمل بروح إيليّا ويوحنّا المعمدان وبروح المسيح الساكن فينا لنغيّر بسِلمنا لا بعُنفنا وجه الأرض: "إن وقع أحدٌ في خطأ فأصلحوه أنتم الروحيين بروح الوداعة"(غل6: 1).