الفاتيكان، الاثنين 1 مارس 2010 (Zenit.org). – بمناسبة عيد ميلاد بطريرك القسطنطينية المسكوني، وجه بندكتس السادس عشر برقية تهنئة بهذا "الحدث السعيد".

يشكل عيد ميلاد البطريرك المسكوني "مناسبة مؤاتية لحمد الله، أبي ربنا يسوع المسيح وواهب كل خير، على النعم الغزيرة التي غمر بها صاحب القداسة".

وتضيف البرقية بأن هذه المناسبة تفسح أمام البابا الفرصة لكي يوجه "أحر التهاني الأخوية، مرفقة بصلاتي لكيما يدعمكم الرب ويعضدكم بينما تقومون بخدمتكم كراعً وكواعظ للإنجيل، وكمعلم حياة روحية".

ذكّر البابا في البرقية بـ "اللحظات الجميلة" التي التقى فيها بالبطريرك، مشيرًا إلى زيارته إلى الفنار بمناسبة عيد القديس أندراوس من 28 نوفمبر وحتى 1 ديسمبر 2006.

وكان البابا قد قال حينها: "يملأني الفرح لوجودي معكم، يا إخوتي بالمسيح، في هذه الكاتدرائية، إذ ندعو الرب سوية ونتذكر الأحداث الرئيسية التي حافظت على التزامنا بالعمل لوحدة الكاثوليك والأرثوذكس الكاملة".

ولفت بشكل خاص إلى الحدث التاريخي الشجاع المتمثل بإلغاء ذكرى أحرام سنة 1054. حيث تليت الوثيقة المشتركة التي أصدرها البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني أثناغوراس – والتي كتبت بروح حب أعيد اكتشافه – في بازيليك القديس بطرس في روما و في هذه الكاتدرائية البطريركية. وكان شعار البطريرك مبنيًا على اعتراف إيمان يوحنا: "الله محبة"".

وكان قد ختم كلمته بالقول: "أعبر من جديد عن فرحي بوجودي معكم. فليشجع هذا اللقاء العاطفة المتبادلة ويجدد التزامنا المشترك بالثبات في المسيرة التي تقودنا إلى المصالحة والسلام بين الكنائس. أحييكم بمحبة المسيح. فليكن الرب معكم دائمًا".

وقد اختتمت البرقية بتحية مماثلة حيث نقرأ: "أتبادل مع صاحب القداس عناقًا مقدسًا، معبرًا عن رجائي في الإيمان بروح الله الذي يستمر في تنوير وهداية خطواتنا نحو الشركة الكاملة التي يريدها المسيح بين جميع تلاميذه".

وقفة روحية في زمن الصوم

بقلم الأب روبير معماري الأنطوني

اليوم الثالث عشر

روما، الاثنين 1 مارس 2010 (zenit.org). – . –  ولَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا. فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم».

تأمّل:

يحدث في بعض الأحيان أن يعترينا الشك نحن المؤمنين. إن الإيمان والشك يتجاذبان دائماً في حياة كلّ إنسان. ولكن هل يجوز أن نستسلم للشكِ ونكون غير مؤمنين؟

نرى في العهد الجديد كيف أنّ الشك كان يراود في بعض الأحيان تلاميذ يسوع: كبطرس عندما رآى يسوع يمشي على المياه أو كتوما الذي رفض أن يؤمن إلاّ إذا ما وضع إصبعه في جنب معلّمه أو كالتلاميذ الذين ارتعبوا عندما هبت العاصفة وكاد القارب أن يَغرق. إنَّ الشك اعترى التلاميذ ولكن لم يُفقدهم إيمانهم. يقول لاهوتي فرنسي: “إن التلاميذ هم الذين يشكّوا. الشك لم يمنعهم من أن يكونوا تلاميذ وكونهم تلاميذ لم يمنع عنهم الشّك”.

لا بُدَّ أن يعترينا بعض الشك أحياناً. ولكن لا يجب أن ندعَ الشكَ يغلبنا. بل بالعكس فلنغلب الشكَّ بالإيمان. فهذا ما يدعونا إليه الرب يسوع: آمِنُوا بِٱلله!

إذا كنّا نبحث أن نفسّرَ الحقائق الإيمانيّة بالعقل والبُرهان فنحن مُخطؤون. نحن بحاجة الى الإيمان لنُدرك وندخل في عمق هذه الحقائق.

نقول ونؤكِد أنَّ الإيمان ليس مجرّد تأكيد عقلي ومنطقي على الحقائق الإيمانيّة بل هو قناعةٌ داخليّة تتخطى كل تفكيرٍ وكلّ بُرهان، تتخطّى كل خوفٍ وكل شك لتطال قلب الله وتلتمس منه كل ما تسأله” كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم”.

اليوم الرابع عشر

إنجيل القدّيس لوقا (8: 40-56)