أحبوا أعداءكم

Share this Entry

الأحد الثاني بعد الصليب

 

الأب سميح رعد

روما، الاثنين 04 أكتوبر 2010 (Zenit.org) – إن طلب يسوع محبة الأعداء، هو طلب يأتي من واقع الإنسان. نرى في عالمنا اليوم العنف والظلم واللاعدالة، وكثير من الشتائم والقدح والذم والتشهير…

السؤال الذي يطرح نفسه علينا هو كيف نستطيع كمسيحيين أن نتخطى هذا الواقع؟ هل نتنازل عن مبادئنا وقيمنا عن محبتنا وطيبتنا؟ هل ننخرط في العنف؟ بالطبع لا.

تقوم الحياة المسيحية على قاعدة المحبة. ولكن هذه المحبة مدعوة أن تتزواج مع العدالة. لننتبه، إنَّ هذه القاعدة ليست قاعدة تأتي من قدرة الإنسان، بل هي قدرة تأتي من الله. لا يمكن لأي إنسان أن يتخطى واقع العنف ليصل إلى واقع المحبة بوسائله الخاصة. إن عطية المحبة هي عطية من الله. ولننتبه أيضًا أن العدالة الحقيقية هي عطية المحبة.

لنتذكر دائمًا أنَّ رحمة الله تجسدت في شخص يسوع المسيح. وعطية المحبة تأتي من فعل التجسد هذا، بحيث أن الله أصبح إنسانًا ليرفع الإنسان إلى ما هو فوق. إن الله وحده قادر أن يغيِّر الشر الكامن فينا ويحوله إلى وسائل خير.

يقدم الله لنا طرق جديدة للحياة قائمة على مبادئ أفضل. هذه المبادئ الجديدة قائمة على المحبة. ومن الثمار الأولى للمحبة المغفرة. المغفرة هي الوسيلة التي تحرر الإنسان من العنف الكامن فيه تجاه نفسه وتجاه غيره. الإنسان إذا كان عدو نفسه فهو مدعو أن يحب نفسه بطريقة صحيحة. والإنسان إذا كان عدو الإنسان فهو مدعو أن يسامح من يؤذيه وحتى من يتمنى له السوء.

لننتبه أيضًا، فأحيانًا كثيرة، يكون عطشنا إلى العدالة متناقض مع مبدأ الغفران. العدالة إذا لم تكن معمَّدة، متمسحنة، يكون فيها شيء من العنف لاسيما عندما تكون مجبولة بالبغض والثأر. من هنا يدعو يسوع المسيح إلى جبل العدالة بالغفران.

إذا لم تجبل العدالة بالمحبة والمغفرة، تكون أحيانًا كثيرة بشعة وقبيحة.

إنَّ التسامح الذي يدعونا إليه المسيح اليوم هو بهدف بناء إنسانية جديدة معمَّدة قادرة أن تعكس حب الله غير المشروط لكل منا ولكل البشرية.

هذا ما نراه في يسوع المسيح عندما قال: “أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا، فيكون أجركم عظيمًا وتكونوا بني العلي فإنَّه منعم على غير الشاكرين والأشرار.”

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير