برشلونا، الاثنين 8 نوفمبر 2010 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة كاتدرائية العائلة المقدسة في برشلونا نهار الأحد 7 نوفمبر 2010.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في ربنا يسوع المسيح،

أمس، في بورتو ألغري، في البرازيل، تم الاحتفال بتطويب خادمة الله ماريا باربرا للثالوث الأقدس، مؤسسة جمعية أخوات قلب مريم البريء من الدنس. إن الإيمان العميق والحب المتقد اللذين تبعت بهما المسيح، يولدان في الكثيرين التوق لتكريس حياتهم بالكلية لمجد الله الأعظم ولخدمة الإخوة بسخاء، وخصوصًا أفقر الإخوة وأكثرهم حاجة.

لقد سنح لي اليوم الفرح العظيم بتكريس هذه الكنيسة لذلك الذي هو ابن العلي، الذي أفرغ ذاته وصار بشرًا، وحماه يوسف ومريم، في صمت بيت الناصرة، والذي علمنا دون كلام كرامة وقيمة الزواج والعائلة، رجاء البشرية التي يتم فيها استقبال الحياة، من لحظة الحبل بها وحتى نهايتها الطبيعية. لقد علمنا أيضًا أن كل الكنيسة، إذ تسمع كلمة الله وتطبقها، تتحول إلى عائلته. وأكثر من ذلك، سلّمنا رسالة أن نكون بذر الأخُوّة الذي، إذ يُزرع في كل القلوب، يغذي الرجاء.

إن عبقرية أنطونيو غاودي التي أُشبعت من تكريم العائلة المقدسة التي نشرها القديس خوسيه مانيانيت بين الشعب الكاتالاني، والتي استلهمت اتقاد إيمانه المسيحي، تمكنت من تحويل هذه الكنيسة إلى تمجيد لله مبني من حجارة. تمجيد لله، تمامًا كما كان الأمر عند ولادة يسوع، كان رواده البسطاء والوضعاء. بالواقع، إن غاودي، من خلال عمله، أراد أن يحمل الإنجيل إلى كل الشعب. لهذا السبب ابتكر قناطر ثلاثة خارجية هي بمثابة تعليم حول يسوع المسيح، مثل وردية كبيرة – وهي صلاة البسطاء – حيث يمكن التأمل بأسرار الفرح، الألم والمجد التي عاشها ربنا. وليس ذلك وحسب: فبالتعامل مع الخوري جيل بارِس، صمم وموّل من خلال مدخراته الشخصية تأسيس مدرسة لأولاد البنائين ولأولاد العائلات الوضيعة في الحي، الذي كان في ذلك الزمان ضاحية مهمشة في برشلونا. وقد حوّل بهذا الشكل القناعة التي كان يعبر عنها بهذه الكلمات: "يجب على الفقراء أن يجدوا دومًا ضيافة في الكنيسة، فهذه هي المحبة المسيحية".

هذا الصباح، سنحت لي الفرصة لكي أجعل من هذه الكنيسة بازيليك صغرى. يستطيع الرجال والنساء من كل العالم أن يتأملوا فيها بواجهة الميلاد. في هذا الوقت نحن نتأمل بسر التجسد ونرفع صلاتنا إلى أم الله بكلمات الملاك، موكلين إليها حياتها وكل الكنيسة، بينما نطلب هبة السلام لجميع البشر ذوي الإرادة الصالحة.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية

حقوق النشر محفوظة لدار النشر الفاتيكانية