البابا يستقبل سفير اليابان الجديد

روما، الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 (Zenit.org) – شدد بندكتس السادس عشر على أهمية المثابرة في الجهود الهادفة إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك خلال استقباله في الفاتيكان سفير اليابان الجديد المعتمد لدى الكرسي الرسولي، هيديكازو ياماغوشي، بمناسبة تقديم أوراق اعتماده في 27 نوفمبر.

فيما دعا البابا إلى نزع السلاح، اقترح أيضاً إعادة تعيين "المبالغ المخصصة للأسلحة" لـ "مشاريع تنموية اقتصادية واجتماعية، وتربوية وصحية".

وفي كلمته بالفرنسية، ذكر بندكتس السادس عشر بالذكرى الخامسة والستين للقصف الذري على سكان هيروشيما وناغازاكي.

فقال: "إن ذكرى هذا الفصل القاتم من تاريخ البشرية تصبح في كل سنة أكثر تأثيراً، كلما غاب الذين كانوا شهوداً على رعب مماثل". "هذه المأساة تذكرنا بإلحاح بضرورة المثابرة في الجهود التي تصب في مصلحة منع انتشار الأسلحة النووية ونزع الأسلحة".

كذلك ذكر بندكتس السادس عشر بأن "السلاح النووي يبقى مصدر قلق كبير".

"فامتلاكه وخطر استخدامه المحتمل يسببان التوترات والريبة في عدد كبير من مناطق العالم"، حسبما أضاف البابا مثنياً على دور اليابان في "البحث عن حلول سياسية تسمح ليس فقط بمنع انتشار الأسلحة النووية، بل أيضاً بتلافي اعتبار الحرب كوسيلة لحل الصراعات بين الأمم والشعوب".

وإذ تحدث البابا عن الاهتمام ببناء "عالم خال من الأسلحة النووية"، اقترح ختاماً إعادة تعيين "قسم من المبالغ المخصصة للأسلحة" لـ "مشاريع تنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والتربوية والصحية".

"هذا سيسهم من دون شك في الاستقرار الداخلي للبلدان وفي الاستقرار بين الشعوب (المحبة في الحقيقة، Caritas in veritate، 29). وفي هذه الأزمنة المتسمة بتقلب الأسواق والعمل، تبقى ضرورة إيجاد مصادر تمويلية آمنة من أجل التنمية هاجساً ثابتاً".

اليابان: عنصر فاعل على الساحة الدولية

أمام سفير اليابان الجديد لدى الكرسي الرسولي، أثنى البابا على "سياسة التعاون في التنمية" المعتمدة من قبل الحكومة اليابانية التي دعاها إلى المثابرة في "المجالات التي تؤثر على الأكثر فقراً وضعفاً".

قال البابا: "كانت اليابان عنصراً فاعلاً مهماً على الساحة الإقليمية والدولية، وأسهمت بشكل ملحوظ في انتشار السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأقصى وفي مناطق أخرى بخاصة في بلدان العالم السائرة في درب النمو".

وإذ ذكر بندكتس السادس عشر احترام حرية الضمير وحرية العبادة منذ سنوات عديدة في اليابان، عبر عن فرحه لأن أفراد الكنيسة الكاثوليكية "لا يتمتعون فقط بحرية الالتزام بالثقافة والمجتمع اليابانيين، وإنما أيضاً بحرية تأدية دور حيوي وفاعل في اليابان المعاصرة، بخاصة من خلال جامعاتها ومدارسها ومستشفياتها ومؤسساتها الخيرية التي       تضعها بطيبة خاطر في خدمة المجتمع بأسره".

ختاماً، رغب البابا في التأكيد لليابان – البلاد ذات الأكثرية الشنتوية (83.9%) والبوذية – على التزام الكنيسة الكاثوليكية بالحوار بين الأديان لتشجيع الثقة المتبادلة والتفاهم والوئام، من أجل مصلحة الأسرة البشرية جمعاء.