بقلم مارين سورو

روما، الجمعة 19 نوفمبر 2010 (Zenit.org) – وحدة المسيحيين ليست "التزاماً سياسياً" يسمح بالتوصل إلى "اتفاقيات مقبولة من الجميع" في وقت محدد. إنها صلاة تبقى بين يدي الله.

يوم أمس الخميس، استقبل بندكتس السادس عشر المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين التي عقدت تحت شعار "نحو مرحلة جديدة من الحوار المسكوني".

قال البابا: "على الرغم من وجود ظروف عسيرة جديدة أو نقاط صعبة للحوار، يبقى هدف الدرب المسكونية ثابتاً كالالتزام الثابت باستكمالها".

وشدد قائلاً على أن المسألة لا تتعلق "بالتزام سياسي تتخلله المهارة في التفاوض" أو "القدرة على إيجاد تسويات"، مما يسمح بالتوصل إلى "اتفاقيات مقبولة من الجميع" في وقت محدد.

"للعمل المسكوني حركة مزدوجة"، حسبما يرى البابا. "من جهة، هناك السعي الواثق والمتحمس والثابت لإيجاد الوحدة الكاملة في الحقيقة، وتصور نماذج من الوحدة، وإيضاح عقبات وأفكار مبهمة. وهذا يحصل في حوار لاهوتي ضروري، بل بخاصة في الصلاة والتكفير، في هذه الحركة المسكونية التي تشكل جوهر الدرب كلها: وحدة المسيحيين هي صلاة وستبقى كذلك، وهي تكمن في الصلاة".

كذلك، أوضح بندكتس السادس عشر أننا لا نعرف "متى تتحقق الوحدة بين جميع تلاميذ المسيح" وأننا لا نستطيع معرفة ذلك "لأننا لسنا نحن من نصنع الوحدة بل الله". "هذه المسألة يجب ألا تضعف التزامنا، وإنما على العكس يجب أن تجعلنا أكثر انتباهاً لنتلقى علامات الأزمنة من الرب، ونعرف كيف نميز بامتنان الأمور التي توحدنا ونعمل لكي تتوطد وتنمو".

إعطاء طابع أكثر حسماً للحوار

في كلمته، ذكر البابا أيضاً بالذكرى الخمسين لنشأة الأمانة العامة لتعزيز الوحدة بين المسيحيين التي أسسها يوحنا الثالث والعشرون في الخامس من يونيو 1960 والتي أصبحت مجلساً حبرياً سنة 1988.

أوضح البابا: "منذ خمسين سنة، تم اكتساب معرفة أصح وتقدير أكبر مع الكنائس والجماعات الكنسية، بتخطي الأحكام المسبقة التي تكاثرت عبر التاريخ".

وأضاف أن الكنيسة "نمت في الحوار اللاهوتي، بل أيضاً في حوار المحبة؛ وتطورت أشكال مختلفة من التعاون من بينها تلك الرامية إلى الدفاع عن الحياة، إلى الحفاظ على الخلق، ومكافحة الظلم".

حالياً، يعتقد البعض أن الدرب المسكونية، "فقدت حيويتها بخاصة في الغرب"، حسبما قال البابا الذي أضاف: "من هنا تلاحظ إلحاحية إنعاش الاهتمام المسكوني وإعطاء الحوار طابعاً أكثر حسماً". "تبرز تحديات مستجدة: التفسيرات الإناسية والأخلاقية الجديدة، تنشئة الأجيال الجديدة مسكونياً، تجزئة البيئة المسكونية".

ختاماً، تحدث بندكتس السادس عشر عن "العلاقات الوثيقة" مع الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الشرقية. مع الأرثوذكس، "استطعنا إدراك مسألة لقاء وتأمل أساسية هي عبارة عن دور أسقف روما في شركة الكنيسة".

"كذلك تشكل المسألة الإكليزيولوجية محور الحوار مع الكنائس الشرقية: على الرغم من قرون عديدة من سوء الفهم والبعد، اكتشفنا بفرح أننا حافظنا على إرث مشترك وثمين".