حمام دم مسيحي في بغداد، تصريح غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الأربعاء 10 نوفمبر 2010 (Zenit.org) – غداة المجزرة التي حصلت نهار الأحد في كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد، نشرت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، بيان غبطة البطريرك غريغوريوس لحام.

***

حمام دم مسيحي في كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد

إن المجزرة التي حصلت نهار الأحد 31 أكتوبر 2010 في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد هي عمل وحشي وهمجي سافر. إنه اعتداء لتقويض الإرادة الطيبة التي يتميز بها البناة الفعليون للجسور بين الثقافات؛ وأبطال الحوار بين الأديان الشجعان؛ وتفاؤل سينودس الشرق الأوسط.

أقدم أصدق التعازي وأؤكد على صلاتي وصلاة كنيستي، لغبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ولنيافة الكاردينال عمانوئيل الثالث ديلي ولجميع الذين تألموا بسبب هذه الجريمة.

نحن نعلم أن هذا الفعل الإجرامي ليس عمل الإسلام الحقيقي، ولا يمكن أن يكون مبنياً عليه. مع ذلك، نعتبر أن المسلمين في العراق وفي كافة البلدان العربية هم المسؤولون الوحيدون عن أمن المسيحيين لأنهم يتحكمون بالسلطة والجيش وقوى الأمن.

إننا نحث البلدان العربية على دراسة واقع الإرهاب والأصولية والتيارات التي تستلهم منهما. إنها مسؤولية مسلمة شاملة لأن إظهار الإسلام على هذا الشكل هو تشويه للإسلام الحقيقي. فالأعداء الفعليون للإسلام والمسلمين ليسوا “رهاب الإسلام” ولا “أوروبا المسيحية” بل بالأحرى هذه المنظمات والحركات الأصولية. فهي أيضاً عدوة المسيحية وكل القيم المسيحية والمسلمة، الاجتماعية والإنسانية، العربية وغير العربية.

إن المسيحيين مسالمون ووطنيون وأوفياء وأمناء لوطنهم ولبلادهم، ومسامحون وميالون طبعاً إلى المغفرة. لكنهم ليسوا مستسلمين وجبناء وخائفين، كما أنهم لا يكرسون أنفسهم للأعمال الكيدية. هم ليسوا خرافاً معدة للذبح على أيدي الأصوليين. المسيحيون هم بناة القيم والأمم والثقافات منها الثقافة الإسلامية عينها.

إن لم يتحرك المسلمون للحفاظ على هذه السلالة المبدعة المتمثلة في المسيحيين العرب في العراق وفي سائر الشرق الأوسط، سيكون ازدهار الثقافة المسلمة وحيويتها مهددين بخطر الانهيار، وسيكون المسلمون أعداءها، أعداء عقيدتهم وبلادهم.

أيها الإخوة العرب الأحباء، المسيحيون والمسلمون، دعونا نعتمد خطاباً موحِّداً، ولنعمل معاً لبناء مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وشركائنا في الوطن. 

غريغوريوس الثالث

بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق

والإسكندرية وأورشليم

الربوة، في 08 نوفمبر 2010

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير