"الشرق الأوسط، ضحية سياسة بدون تاريخ، بدون تقاليد، بدون أخلاق دينية، بدون فادي، بدون الله!"

Share this Entry

قداس في روما من أجل ضحايا سيدة النجاة في بغداد

بقلم طوني عساف

روما، الأربعاء 10 نوفمبر 2010 (zenit.org). – “الاعتداء الفظيع على الكنيسة السريانية الكاثوليكية في بغداد في 31 أكتوبر، عمل وحشي لا سابقة له، ضد أشخاص أبرياء مجتمعين للصلاة”.

هذا ما قاله المطران ميخائيل الجميل، الوكيل العام لبطريركية السريان الأنطاكيين لدى الكرسي الرسولي، خلال القداس الذي احتفل به اليوم في مقر البطريركية في روما، لراحة أنفس ضحايا كنيسة سيدة النجاة في بغداد. عشرة أيام مضت على المجزرة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 55 شخصاً وجرح أكثر من 100، كانوا قد اجتمعوا للصلاة.

وقال الجميل ان “الوضع في البلاد يزداد تعقيداً، لدرجة أن كثيرين يجدون أنفسهم مجبرين على الرحيل”، مشيراً الى أن المسيحيين “لا ينتمون إلى أي من الفصائل المتحاربة، ولا يشاركون في الصراعات داخل البلاد، وليس لديهم أسلحة، ولا حتى للدفاع عن حياتهم”.  

ودعا الممثل البطريركي للسريان الانطاكيين في روما الإسلام الى استعادة “الدور الذي لعبه عندما كان المسيحيون والمسلمون يصنعون الحضارة العربية معاً، وأن لا يسمح للإرهاب ولعناصر سياسية أخرى، شرقية كانت أم غربية، بإفراغ الشرق من المسيحية وبتشويه هذه الصورة الجميلة للحوار والتعايش بين الإسلام والمسيحية”.

وأعرب عن قلقه حيال سياسة تحاول أن تجعل من الشرق الأوسط مجرد “مزيج من الأديان والبدع المختلفة ومن تصاميم سياسة تدمر حقيقة وجمال الشرق الأوسط، لتخلق منه وحشاً بحاجة دائمة الى العناية في مستشفى السياسة الدولية”…” سياسة – أضاف الجميل – بدون تاريخ، بدون تقاليد، بدون أخلاق دينية، بدون فادي، بدون الله!”

وأشار النائب البطريركي الى أن الديمقراطيات الغربية “لا تتوصل الى فهم العقلية الشرقية وبخاصة المنطق السياسي لبعض التيارات الإسلامية التعصبية التي تعتبر المواطينين المسيحيين امتداداً للغرب المستعمِر او حتى استمرارية للحملات الصليبية”.

“ولكن مع الأسف – أردف الأسقف – لم يستطع الإسلام المعتدل حتى الآن وضع حد لهذه التيارات… ونحن نأمل – أضاف – أن يعرف المسلمون أن يكونوا صارمين في حماية الأخلاق المدنية والدينية لديهم، وأن يعملوا على تعزيز ثقة وطمأنينة إخوتهم المسيحيين”.

وفي الختام دعا الجميل الغرب الى التحلي بالشجاعة “لرفع الصوت عالياً ضد كل تعصب وضد كل ظلم وعنف، للدفاع عن مختلف مكونات بلداننا الشرق أوسطية وعن الأقليات الدينية”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير