سلسلة مقالات حول أسرار ورموز سفر التكوين

Share this Entry

يسرنا أن نعلم قراءنا الأعزاء بأننا نُطلق سلسلة جديدة من المقالات ذات النفحة البيبلية التي تنطلق من صفحات سفر التكوين الأولى؛ وبشكل خاص من الفصول الأحد عشر الأولى من هذا الكتاب والتي تشكل ما يمكننا تسميته “تاريخ البدايات”، أو “ما قبل لاهوت الخلاص”، علمًا بأن كلمة “تاريخ” لا تنطبق إلا مجازًا على هذه النصوص التي ليست نصوصًا تاريخية، بل كتابات رمزية تهدف إلى التعبير عن قراءة للوقائع البشرية الأساسية وتأويلها على ضوء كلمة الله وخبرة خلاصه في الحاضر: إنها تصوير للماضي على ضوء حاضر الخلاص ورجاء مستقبله.

إن ظروف نشأة هذه المقالات، تشرح وتبرر الصيغة التي تُكتب فيها: فهي وليدة محاضرات ألقاها (وما زال يلقيها) المؤلف في لقاءات رعوية في إيطاليا، يهدف من خلالها إلى توعيه السامعين – مؤمنين وغير مؤمنين – على غنى النصوص الكتابية، وعلى ما تحمله إلى يومنا من آنية ونور حول وضعنا البشري، وحول علاقتنا بالله، بالكون، بعضنا ببعض. تحاول هذه المحاضرات أن تقدم أجوبة مستمدة من الكتاب المقدس عن تساؤلات لا بد أن تراود فكر المؤمن لدى نظره إلى نصوص الكتاب المقدس. إن طبيعة اللقاءات والحضور الذي يتابع هذه اللقاءات تُحتم عليها ألا تكون تقنية أو تفسيرية بحت، وأن تسعى إلى جني الثمار الفكرية والروحية من النصوص المستعرضة. وقد توخينا في هذا النقل إلى العربية أن نحمل هذه الثمار وهذه النفحة عينها دون أن نعدّل إلا القليل من الأسلوب الشفهي. علمًا بأن اختصاص المؤلف ليس الكتاب المقدس، بل اللاهوت الأساسي (Fundamental Theology). ولكنه يؤمن بأن كل لاهوتي – لا بل كل مسيحي – يجب أن يكون أليفًا ونديمًا حميمًا للكتاب المقدس، كلمة الخلاص ورسالة الحب التي يوجهها الله إلى كل إنسان. ولذا انطلاقًا من خبرته، أولاً كمؤمن، ثانيًا كمبشر، وثالثًا كلاهوتي يستوحي الكتاب المقدس “روحًا للاهوت” كما ينصح المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور العقائدي كلمة الله (عدد 24)، يود الكاتب أن يقدم هذه النصوص لقراء زينيت الأعزاء، مصليًا أن تأتي بالفائدة في الحياة الروحية، الثقافية والإيمانية لمتابعيها.

إننا وإذ نبدأ هذه المسيرة نشير إلى أن مكتبتنا العربية، رغم أنها لا تزخر بالمؤلفات حول سفر التكوين، إلا أنها تحتوي بعض المؤلفات الهامة في هذا المجال، وفي مقدمتها كتب الخوري بولس الفغالي، وبشكل خاص “المدخل إلى الكتاب المقدس” وكتاب “سفر التكوين”. كما ونلفت إلى مؤلف صغير للسيد كوستي بندلي بعنوان “كيف نفهم اليوم قصة آدم وحواء”، هذا إلى جانب كتاب الأب بيار غرولو “من أنت أيها الإنسان؟ الفصول الأحد عشر الأولى من سفر التكوين”…

نستودع هذه المسيرة لذلك الروح القدوس الطاهر الذي أوحى الكتاب المقدس، لكي يوحي لنا الفهم العميق لهذه النصوص. وسنشرح، إن شاء الله، في المقالات الأولى الدافع وراء خيار هذا العنوان – “العليقة الملتهبة” – لهذه السلسلة.

روبير شعيب

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير