كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي: عيد المسيح الملك

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“يسوع، من عرش الصليب يرحب بكل إنسان برحمة لامتناهية”

حاضرة الفاتيكان، الاثنين 22 نوفمبر 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي تلاها بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع الحشود التي اجتمعت في ساحة القديس بطرس.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

اختتمت للتو في بازيليك الفاتيكان ليتورجيا ربنا يسوع المسيح ملك الكون التي شارك في الاحتفال بها الكرادلة الجدد الأربعة والعشرون الذين عينوا يوم أمس في مجمع الكرادلة. لقد تأسس عيد المسيح الملك على يد بيوس التاسع سنة 1925، وارتبط في وقت لاحق بعد المجمع الفاتيكاني الثاني بختام السنة الليتورجية. يقدم إنجيل القديس لوقا، في لوحة عظيمة، ملوكية يسوع في لحظات صلبه. فرؤساء الشعوب والجنود يهزأون بـ “البكر على كل ما قد خلق” (كول 1، 15) ويمتحنونه ليروا إن كان يستطيع أن يخلص نفسه من الموت (لو 23: 35، 37). وتحديداً “على الصليب، يُرفع يسوع إلى مستوى الله، المحبة. فهناك، يمكن “التعرف إليه”. […] يسوع يعطينا “الحياة” لأنه يعطينا الله. يستطيع أن يعطينا إياه لأنه هو نفسه واحد مع الله” (بندكتس السادس عشر، “يسوع الناصري”، 2008) عندما يجد الرب نفسه بين لصين، يقوم أحدهما وهو مدرك لذنوبه بالانفتاح على الحقيقة وبلوغ الإيمان والتضرع إلى “ملك اليهود”: “يا يسوع، اذكرني عندما تجيء في ملكوتك” (لو 23، 42). منه هو “الكائن قبل كل شيء” والذي “به يدوم كل شيء” (كول 1، 17)، ينال فوراً المسمى بـ “اللص الصالح” الغفران وفرح الدخول إلى ملكوت السماوات. “الحق أقول لك: اليوم ستكون معي في الفردوس!” (لو 23، 43). بهذه الكلمات، يرحب يسوع من عرش الصليب بكل إنسان برحمة لامتناهية. يوضح القديس أمبروسيوس أن هذا “مثال رائع عن الاهتداء الذي يجب الصبو إليه: الغفران يمنح سريعاً للص، والنعمة أغزر من الطلب؛ فالرب، كما يقول القديس أمبروسيوس، “يعطي دوماً أكثر مما يطلب منه […]. الحياة تعني البقاء مع المسيح، فحيث يكون المسيح، يكون الملكوت” (Expositio Ev. sec. Lucam X, 121: CCL 14, 379).

أيها الأحباء، في الفن المسيحي يمكننا التأمل في درب المحبة التي يكشفها لنا الرب والتي يدعونا إلى اتباعها. ففي العصور القديمة، “وفي تنظيم الصروح المقدسة، كان مألوفاً رسم الرب العائد كملك – رمز الرجاء – في الجهة الغربية؛ فيما كان الجدار الشرقي يصور عادة يوم القيامة كرمز مسؤوليتنا عن حياتنا (بالرجاء مخلصون، Spe Salvi، 41): الرجاء في محبة الله اللامتناهية، والالتزام بتنظيم حياتنا وفقاً لمحبة الله. عندما نتأمل بصورة يسوع المستلهمة من العهد الجديد – كما يعلم مجمع قديم – يدفعنا الأمر إلى فهم […] سمو تواضع كلمة الله […] وتذكر حياته بالجسد، وآلامه وموته الخلاصي، والفداء الذي حصل هكذا في العالم (مجمع ترولو، سنة 691 أو 692، القانون 82). “أجل، نحن بحاجة إليه، تحديداً […] لنصبح قادرين على تمييز سر الله في قلب المصلوب المطعون” (جوزيف راتزينغر، “لاهوت الليتورجيا، القاعدة السرية للوجود المسيحي، LEV 2010، 69).

فلنوكل إلى العذراء مريم في يوم تقدمتها إلى الهيكل، الأعضاء الجدد في مجمع الكرادلة ورحلة حجنا الأرضية نحو الأبدية.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير