"نور العالم" أو مسألة مستقبل الكوكب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تعليق بيتر سيفالد على المقابلة

روما، الأربعاء 24 نوفمبر 2010 (Zenit.org) – يبدو أن بيتر سيفالد، مؤلف مقابلة بندكتس السادس عشر في كتاب “نور العالم” – الذي صدر أمس صباحاً بالألمانية والإيطالية، ومساءً بالإسبانية، والذي سيصدر بالفرنسية في الثالث من ديسمبر – قد تعرض لخيبة أمل لأن الاحتفاء بالكتاب اقتصر على بعض المقالات المتعلقة بالواقي الذكري، في حين أن المسألة المطروحة هي مرتبطة بـ “مستقبل الكوكب”، كما يشير العنوان الفرعي: “البابا، الكنيسة وعلامات الأزمنة”.

خلال عرض الكتاب الذي أقيم في الفاتيكان يوم أمس الثلاثاء، أجاب الصحافي الكاتب البافاري عن أسئلة الصحافيين بالألمانية، وأسف أمامهم لـ “أزمة الصحافة”.

وقال: “كتابنا يتحدث عن بقاء الكوكب المهدد، البابا يوجه نداءً للبشرية، عالمنا ينهار، ونصف الصحافيين لا يهتم إلا بمسألة الواقي الذكري”.

بالإشارة إلى علم البيئة والصراعات التي يشهدها العالم، عبر عن خيبته بالقول: “حياة كوكبنا تفنى ونحن نتساءل إن كانت الكنيسة تسمح بالواقي الذكري”.

منذ أن صدرت ملازم بالألمانية نهار الجمعة، وبالإيطالية نهار السبت، فإن المقطع الذي أثار ردة فعل كتابية كبيرة هو المقطع الذي يجيب فيه بندكتس السادس عشر عن مسألة “الحظر” الكاثوليكي “لاستخدام الواقيات الذكرية من قبل شعب مهدد بالإيدز”.

يجيب البابا في أربع مراحل، ويقول أنه “يصر ويوقع” على الإجابة التي قدمها سنة 2009 على متن الطائرة التي كانت تقله إلى الكاميرون، وأن إجابة الكنيسة معقولة: “الكنيسة تفعل أكثر من غيرها لأنها لا تكتفي بصوغ خطابات في الصحف، بل تساعد الإخوة والأخوات فعلياً”.

بعدها، يذكر بأننا نعلم جيداً أن الواقي الذكري لا يكفي للتغلب على الإيدز: “منذ فترة قصيرة، انتشر حتى في البيئات العلمانية ما يسمى بنظرية ABC – العفة، الإخلاص، والواقي الذكري – التي لا يُفهم فيها الواقي الذكري إلا كملاذ أخير إن لم ينجح العنصران الآخران”.

ويضيف أن “التعليق فقط على الواقي الذكري يعتبر امتهاناً للجنس” وأن “هذا الامتهان هو سبب ظاهرة خطيرة: فكثيرون يتوقفون عن إيجاد تعبير عن محبتهم في الجنس، ويجدون فيه نوعاً من المخدرات التي يتعاطونها بأنفسهم”.

كذلك يشدد البابا قائلاً: “لذلك تحديداً تشكل مكافحة امتهان الجنس جزءاً من النضال القائم لكي يقيَّم الجنس بشكل إيجابي، ولكي يكون له تأثير جيد على كل ما يشكل بشريتنا”.

أما المرحلة الرابعة من إجابة البابا فهي ليست بعيدة عن الأخلاقية الكاثوليكية، وهي تشدد على أحد جوانبها المتمثل في التدرج: “قد توجد حالات خاصة، مثلاً عندما يستخدم الواقي الذكري من قبل بغي، حيث يعتبر ذلك خطوة أولى نحو إصلاح الأخلاق، وأول عنصر مسؤولية قادر على إعادة تنمية إدراك يقوم على أن ليس كل شيء مسموحاً وأن المرء لا يستطيع أن يفعل كل ما يتمناه. مع ذلك، هذه ليست الطريقة الفعلية لمواجهة الشر الذي تشكله الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. فالمواجهة الصحيحة تكمن في تأنيس الجنس”.

يشدد سيفالد على هذه العبارة “تأنيس الجنس”، ويطرح هذا السؤال الأساسي: “هل للجنس علاقة بالمحبة؟”. الأمر يتعلق أيضاً بـ “مسؤولية الجنس”.

وهكذا فإن سيفالد يرى أن الإفراط في التركيز فقط على مسألة الواقي الذكري يصبح “تافهاً” و”متعباً”، في حين أن المسألة الأساسية تكمن في تبديل العالم لأنه “لا يمكن الاستمرار كما في السابق”، حسبما يشدد البابا في كتابه.

يلفت بيتر سيفالد إلى النظرة الشاملة المنفتحة على العالم خلال المقابلة التي أجراها مع البابا في كاستل غاندولفو خلال شهر يوليو الأخير، والتي دامت ست ساعات: وفي ست ساعات، يقول أنه لم يتمكن من طرح كل أسئلته!

كذلك، يسطر أهمية اكتشاف ما “يفعله” و”يقوله” البابا: الهدية التي يقدمها هذا الكتاب تتبلور في القدرة على “سماع صوته”، ومعرفة كيفية تفسيره لحبريته، والقدرة على العيش مع البابا بطريقة شخصية.

في حين أن البابا يضع نفسه في فئة البابوات المتواضعين، أمام البابوات “العظام” مثل يوحنا بولس الثاني، لا يتردد سيفالد في التحدث عن “عملاق” لا بل أيضاً عن “صدقه” وقدرته على “الحوار”.

ويعترف بأنه عمل من دون “رقابة” البابا الذي سمح له بالكتابة ولم يقدم له لاحقاً سوى التوضيحات.

إن الصحفي البافاري معجب بسمو أفكار البابا كمثقف “لامع”، وبـ “قدرته الروحية” و”تواضعه”. إنه يكشف راتزينغر المناقض لما يقال عنه في معظم الأحيان، فهو بندكتس السادس عشر الذي يشع “نوراً”.   

 

      

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير