سيدني، الجمعة 26 نوفمبر 2010 (ZENIT.org). – كل الجماعات المسيحية مدعوة لأن تندمج في حياة الرعية ونشاطاتها وأن تساهم بفعالية في إعلان البشارة: “يجب أن تُعلنَ البشارةُ إلى جميع الأُمم” (مر13/10). لكن للمرأة دورا مميزا في هذا المجال فالله أقامها على رسالة الإنجيل، ولنا دليل في لقائه مع المرأة السامرية، فبعد أن حررها من خطاياها شاركها في عطية حب الله للبشر ثم جعلها تلميذة له، وهذا ما دفعها لتنطلق فتبشر أهل السامرة بأن المسيح صار بيننا ومعنا.
عندما نعود للإنجيل نجد أن المرأة تحتل مكانة مرموقة ونكتشف “كرامة المرأة ودعوتها وهذا يتجلى بصورة خاصة في حديث المسيح مع النساء” (كرامة المرأة، رسالة رسولية للبابا يوحنا بولس الثاني) فقد أشاد بعظمة إيمان المرأة المصابة بنزيف دم (مرقص 5/34) وعبّر عن تقديره لتواضع المرأة الكنعانية التي طلبت منه أن يشفي ابنتها (لوقا 7/13). وفي الأمثال التي ذكرها احتلت المرأة مركزا مهما كمثل العذارى الحكيمات (متى52/1-13) ودافع عن الأرملة التي تفوقت على الأغنياء عندما قدمت الفلس الذي كانت تدخره لمعيشتها (لوقا 21/1-4).
هذه المشاهد وغيرها توضح قيمة المرأة وكرامتها وعليها أن تشعر بفخر لأن الله كرمها وجعلها أما لابنه الوحيد وعهد إليها بمرافقته حتى الصليب فالقيامة. لقد قدم للمرأة أعظم هدية بأنه أعطاها ذاته وسكن في حشاها فصارت منذ ذلك الوقت كنيسة صغيرة ” فيها روحا فطنا قدوسا وحيدا.. حرا محسنا محبا للبشر ثابتا آمنا مطمئنا يقدر على كل شيء .. إنها نفحة من قدرة الله وانبعاث خالص من مجد القدير. (الحكمة 7/22-25).
من أجل ذلك نرى أن للمرأة دورا مميزا في الكنيسة وفي الاحتفالات الليترجية، دورا يتناسب مع مواهبها ودعوتها وطبيعتها التي وهبها إياها الله وبخاصة في العمل الرعوي وخدمة الكلمة، كتحضير المؤمنين للأسرار المقدسة وتعليم الأولاد ومرافقة الشبيبة والاهتمام بالمسنين وزيارة المرضى ومساندة المنازعين وتعزية الحزانى.