للمطران عصام يوحنا درويش
سيدني، الاثنين 29 نوفمبر 2010 (ZENIT.org). – تطلب الكنيسة من جميع المعمدين أن يكونوا أكثر التزاما في حياتهم المسيحية، وتدعوهم ليكونوا رسلا في محيطهم وأن يُظهروا بأعمالهم وطريقة حياتهم روح الإنجيل. من أجل مساعدة المؤمنين على مختلف أعمارهم ليعيشوا كلمة الله ويحملوها إلى غيرهم، فقد قامت في الكنيسة وبخاصة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، حركات رسولية وجماعات كنيسة متعددة مثل رسالة الأولاد والأخويات وحركات الشبيبة بفروعها المختلفة للطلاب والعمال والبالغين.. ثم فيما بعد تأسست جماعات جديدة كالفوكولاري وإيمان ونور وفرق المكرسين.. وقد وضعت هذه الجماعات أطرا واضحة لتنمية إيمان المنتمين إليها وتقوية انتمائهم لكنيستهم.
تتحدث الوثائق المجمعية في الفصل الثالث عن "حقول العمل الرسولي" فتنوه بأن العمل الرسولي المنظم يساعد أولا الجماعات للقيام بنشاط جماعي ومن ثمّ يُدرب العلمانيين على الرسالة وينظم عملهم الكنسي، وبأنهم إذا ما توحدوا يصبحون قادرين أن يقودوا إلى الكنيسة أناسا بعيدين عنها، ويشتركون بحرارة في عيش كلمة الله ونشرها. وهنا علينا أن نركز على التكامل بين الكهنة والعلمانيين فيجعلوا من الرعية خلية عمل جماعي ويدمجوها في حياة الأبرشية ورسالتها وتطلعاتها ونشاطاتها.
هناك حركات رسولية تأتي من خارج الرعية ولها نظامها على مستوى الكنيسة الجامعة، لكنها وفي بعض الأحيان لا تفهم العقلية المحلية وتريد أن تطبق قوانينها دون مراعاة التقاليد والتراث الخاص بالكنيسة المحلية، لذلك يجب أن تخضع كل حركة لموافقة الأسقف المحلي ولتدريب واضح على حاجات المؤمنين ومراعاة البيئة التي يعيشون فيها وذلك لتأخذ دورها ضمن مخططات الرعية والأبرشية.
إن الحركات الرسولية المنظمة في الرعية تتطلب من كاهن الرعية مواكبة روحية دائمة للجماعة ولكل فرد منها، فيعمل معهم على تغذية إيمانهم بكلمة الله والأسرار المقدسة والصلاة والتأمل وأن يكون التعاون فيما بينهم أخويا وصادقا وأن يواجهوا مشاكلهم في الحياة بروح مسيحية إنجيلية كما قال بولس الرسول: "ليكن فيكم من الأفكار والأخلاق ما هو ليسوع المسيح (فيليبي2/5).