كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد 28 نوفمبر

Share this Entry

روما، الاثنين 29 نوفمبر 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها بندكتس السادس عشر يوم أمس الأحد قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي من نافذة مكتبه المطل على ساحة القديس بطرس، كما تجري العادة كل الآحاد منذ حبرية البابا يوحنا الثالث والعشرين.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

اليوم، في أول أحد من زمن المجيء، تبدأ الكنيسة سنة ليتورجية جديدة، درب إيمان جديدة تحيي من جهة ذكرى حدث يسوع المسيح، وتنفتح من جهة أخرى على تحققه النهائي.

من هذا التطلع المزدوج يحيا زمن المجيء، من خلال النظر إلى أول مجيء لابن الله عندما يولد من العذراء مريم، وإلى عودته المجيدة عندما “يأتي ليدين الأحياء والأموات”، كما نقول في قانون الإيمان. أريد التوقف الآن باختصار عند موضوع “الانتظار” الإيحائي لأن الأمر متعلق بجانب شديد الإنسانية حيث يصبح الإيمان، إن جاز التعبير، واحداً مع جسدنا وقلبنا.

الانتظار، فعل الانتظار، هو بعد يعبر كل وجودنا الشخصي والعائلي والاجتماعي. الانتظار موجود في ظروف كثيرة، من أصغرها وأتفهها إلى أكثرها أهمية، ظروف تؤثر فينا بالكامل وفي الصميم. نفكر بخاصة بانتظار زوجين لطفل؛ بانتظار نسيب أو صديق آت من بعيد ليزورنا؛ نفكر بانتظار شاب لنتيجة امتحان حاسم أو لمقابلة عمل؛ في العلاقات العاطفية، انتظار لقاء الحبيب، أو الرد على رسالة، أو قبول السماح. يمكن القول بأن الإنسان حي طالما هو ينتظر وطالما أن الرجاء حي في قلبه. والإنسان يستطيع أن يعرف أن ما ينتظره ويرجوه يكشف عن “أهميته” الأخلاقية والروحية.

إذاً، في هذا الزمن الذي يحضرنا لعيد الميلاد، يستطيع كل واحد منا أن يتساءل: “ماذا أنتظر؟ إلام يصبو قلبي في هذه الفترة من حياتي؟” يمكن طرح هذا السؤال عينه على الصعيد العائلي، الجماعي والوطني. ماذا ننتظر جميعاً؟ ما الذي يوحد تطلعاتنا، وما الجامع بيننا؟

في الزمن الذي سبق ولادة يسوع، كان انتظار المسيح كبيراً في إسرائيل، كان انتظار المكرس المتحدر من سلالة الملك داود، الذي سيحرر الشعب من كل عبودية أخلاقية وسياسية، وسيقيم ملكوت الله. ولكن لم يتخيل أحد أن المسيح قد يولد من شابة متواضعة كمريم المخطوبة ليوسف البار. وهي أيضاً لم تفكر في ذلك أبداً. ومع ذلك، في قلبها، كان انتظار المخلص كبيراً، وكان إيمانها ورجاؤها متقدين، لدرجة أنه وجد فيها أماً مناسبة. وفضلاً عن ذلك، فإن الله نفسه هو الذي هيأها قبل كل الدهور.

يوجد تطابق سري بين انتظار الله وانتظار مريم، المخلوقة “الممتلئة نعمة”، الواضحة بالكامل لتدبير محبة العلي. دعونا نتعلم منها هي امرأة زمن المجيء، أن نعيش تفاصيل حياتنا اليومية بروح متجددة، وشعور انتظار عميق لا يرضيه سوى مجيء الله.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير