إطلاق التعليم التحضيري للقاء العالمي السابع للعائلات مع قداسة البابا بندكتس السادس عشر

ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، الخميس 2 فبراير 2012 (ZENIT.org). – عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان:  «إطلاق التعليم التحضيري للقاء العالمي السابع للعائلات مع قداسة البابا بنديكتس السادس عشر ميلانو من 30 أيار لغاية 3 حزيران 2012″، ، برئاسة رئيس للجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران بولس مطر، شارك فيها رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان، المطران نبيل العنداري، معرّب الكتيب، الخوري انطوان فريد شبير، الأمينة العامة للجنة، ريتا عزّو، ومنسق المؤتمر الأشمندريت شربل الحكيم، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم، وحضرها: أمين سرّ اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، الأب يوسف مونس، والأب وارطان كسارجيان، والمرشد العام للعمل الرعوي الجامعي في لبنان،  الأب فادي بو شبل المريمي. ومدير عام جمعية الكتاب المقدّس، الأستاذ مايك بسوس، وعدد كبير من أعضاء اللجنة والمهتمين والإعلاميين.

كلمة الأفتتاح والترحيب للمطران بولس مطر جاء فيها:
“إنَّ العائلة هي المؤسَّسة الإلهيَّة بامتياز. وقد أعلن الله عن إرادته لها في الكتاب المقدَّس بصورة واضحة. وذلك منذ قصَّة الخلق حيث قال لنصنع المرأة فتكون بإزاء الرَّجل عونًا وعضدًا، وأيضًا من كلام الرَّبِّ يسوع في إنجيله حيث أعلن بأنَّ ما جمعه الله في جمعه الرَّجل والمرأة ضمن العائلة الواحدة، لا يفرِّقنه إنسان”.
تابع: “ومع ذلك فإنَّ هذه المؤسَّسة الإلهيَّة تتعرَّض اليوم لرفض الكثيرين لحقيقتها ودورها، ولتجاهل الكثيرين لقيمتها ولرسالتها في الأوطان وفي العالم. هذا فيما هي أساس المجتمع، وحافظة القيم وخادمة الاستمرار البشريَّ، ورافِعة لواءَ المحبَّة والعطاء المجَّانيِّ في عالم بات اليوم أكثر حاجة إلى مثل هذا العطاء ومثل تلك المحبَّة. فالكنيسة تجاهر بأنَّ العائلة تعكس في العصور الحديثة هذه الوجه الرَّوحيَّ المشرق لها والَّذي تفتخر في إعطائه للعالم، كما افتخرت في الماضي بشهدائها زمن العصور الأولى وبالحياة الرُّهبانيَّة المكرَّسة الَّتي عكست بعد تلك العصور قيم المحبَّة المطلقة لله وللإنسانيَّة في مسيرتها إلى الله. لذلك فإنَّ قداسة البابا سيعلن ما تعلنه الكنيسة بامتياز، أنَّ الحياة العائليَّة هي اليوم الشَّاهدة الكبرى لمحبَّة الله للإنسان ولجواب الإنسان على محبَّة الله عبر خدمة الحياة في إطار العائلة ورسالتها.
أضاف: “لقد راحت العائلة تعاني الكثير من التَّفكُّك في المجتمعات الغربيَّة بصورة عامَّة. وهذا الأمر قد ينسحب على قارَّات أخرى وعلى حضارات بأسرها. أمَّا عندنا في لبنان فإنَّنا نحمد الله على أنَّ العائلة عندنا ما زالت بخير، على الرَّغم من بداية تعرُّضها لبعض الاهتزازات في ثباتها وفي شهادتها الرُّوحيَّة. لذلك فإنَّنا نعوِّل كثيرًا على المجتمع اللبنانيِّ العريق وعلى قيمه التَّاريخيَّة الحيَّة من أجل تحصين العائلة وتقوية دورها في الزَّمن الحاضر كما في الأزمنة الآتية. وهنا يبرز دور اللَّجنة الأسقفيَّة للعائلة برئاسة سيادة المطران أنطوان نبيل عنداري ومعاونة أعضاء اللَّجنة من حوله، واللجان الأبرشية للعائلات، في نشر التَّعاليم المسيحيَّة عن العائلة وفي العمل الحثيث على المحافظة على هذا الكنز الثَّمين ذخرًا في الكنيسة والمجتمع”. كما أنَّه من المعروف أنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة قد التقت في الحفاظ على الحياة والعائلة مع دولة مصر ودولة إيران في المؤتمر العالميِّ الأخير الَّذي عقد في القاهرة حول العائلة والقيم الرُّوحيَّة الَّتي تمثِّل. ما يجعل الشَّهادة للعائلة عملاً مشتركًا بامتياز بين المسيحيِّين والمسلمين على السَّواء. فإلى هذه النَّدوة الَّتي نتوخَّى من خلالها إطلاع الرَّأي العامِّ على ما يجري في الكنيسة من نشاط، في سبيل العائلة.
                
ثم كانت كلمة المطران نبيل العنداري عن نشأة اللقاء العالمي للعائلات وكيفية تنظيمه فقال:                          
بمناسبة إنعقاد اللقاء العالمي السابع للعائلات في ميلانو-إيطاليا ، ما بين 30 أيار و3 حزيران القادم، وبعد صدور الترجمة العربية لكتيّب التعليم المسيحي التحضيري لهذا اللقاء، يطيب للجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان أن تُقَدِّمَ هذا التعليم للعائلات ولكلِّ المهتمّين بشؤون العائلة وراعوية العائلة.
وعن تأسيسه قال: “أسَّسَ قداسة البابا الراحل، الطوباوي يوحنا بولس الثاني، اللقاء العالمي للعائلات سنة 1994. ويلتئم هذا اللقاء كلَّ ثلاث سنوات في مكانٍ يُحَدِّدُه قداسة البابا وَيُعلِنُ عَن مَوضوعِه، ويضُمُّ العائلات المُشارِكَة من كلِّ أنحاءِ العالم. و جرى حتى الآن  ستة لقاءات، واللقاء العالمي السابع للعائلات فسَيَنعَقِدُ، بِإذنِ الله، في ميلانو ما بين 30 أيار و 3 حزيران القادم تحت عنوان” العائلة: العملُ والعيد”. وقد عَرَّبَ الخوري أنطوان شبير نُصوصَ التَعليمَ عَنِ اللغةِ الإيطاليّة مَجّاناً، وقامَت بِتَكاليفِ طِباعَتِه جامعة سيّدة اللويزة، والمجلسَ الحبري للعائلة وضعَ التَرجَمَة العَربية، وذلكَ للمَرَّةِ الأُولى،على موقعه الإلكتروني الرسمي في الفاتيكان .
تابع: “يتمّ تنظيم هذه اللقاءات ما بين المجلس الحبري للعائلة في روما والكنيسة في البلد المُضيف. ويتَضَمَّنُ اللقاء العالمي قِسمين: قِسمٌ أَوَل بشكل مُؤتَمَرٍ لاهوتي وراعوي، وقِسمٌ ثانٍ يَتَّخِذ
ُ الطابعَ الشَعبي وَالإحتفالي”.
وعن التاريخ والمكان والموضوع في ميلانو سنة 2012 قال المطران عنداري:  يَتَوافَقُ تعيين هذا التاريخ وهذا المكان مع مُرورَ أَلفٍ وَثَمانِمئةِ سَنة على إعلانِ مَرسومِ أو بَراءَةِ ميلانو- l’édit de Milan- لِلإمبراطور الروماني قُسطَنطين الكبير اَلذي سَمَحَ للكنيسة بِحُرِّيَةِ القيامِ بشَعائِرِهَا الدينية.
وختم سيادته: “يَتَضَمَّن شِعارُ اللقاء العالَمي السابع، بِأَلوانِهِ الزاهِيَة، مُنَمنَمَةً لِكاتِدرائية ميلانو التي تُعَيِّدُ عيدَ ميلادِ السَيِّدَة العَذراء، وحَيثُ يَجري اللقاء العالَمي. وترتسم العائلة أمام الكاتدرائية المريَمِيَّةِ التي تَحميها. إنَّ الخُطوطَ التي تُعَرِّفُ بالكاتِدرائيّة تُذَكِّرُ أيضاً بالعَمَل: فَنَرى  خُطوطَ الآفاقِ لمَدينةٍ صِناعِيَّة حَيثُ تَظهَرُ مَداخِنَ المعامِل. إنَّ الرُسومَ الظِلِّيَة لأَفرادِ العائلَة تَصِفُ مُناسَبَةَ العيد، فَالأَيدي المَمدُودَة الواحدة تجاهَ الأُخرى تَدُلُّ على فَرَحِ اللقاء والوَحدَة. والأَلوانُ التي تُؤَلِفُّ الكاتِدرائية والمَوجودَةِ في أُفُقِ المَنَمنَمَة تُشيرُ إلى شُمولِيَّةِ الِلقاءِ العالَمي من القاراتِ الخَمسَة.  

ثم تحدث الأرشمندريت انطوان شبير عن الكتيب فقال:
“العائلة، العمل والعيد” ، عنوان اختاره قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر للقاء العالمي السابع للعائلات، الّذي سيجري في ميلانو. وقد أعد المجلس الحبري للعائلة، تعليمًا مسيحيًا تحضيريًا تضّمن عشرة مواضيع، يتّبع كل منها نفس التصميم، ويركِّز بخاصة على التعليم المسيحي البيبلي، والإصغاء إلى تعليم الكنيسة الرسمي، ويطرح أسئلة من أجل الحوار بين الزوجين وفي الجماعة.
ومن هذه المواضيع: 1) سر الناصرة 2)  العائلة تلد الحياة 3) العائلة تختبر الامتحان 4) العائلة تنشِّط المجتمع 5) العمل والعيد في العائلة 6) العمل مصدر رزق للعائلة  7) العمل تحدٍ للعائلة 8) العيد زمن للعائلة  9(  العيد زمن للرب،10) العيد زمن للجماعة.

ثم تحدثت الأمينة العامة للجنة ريتا عزّو فقالت:
“هذا اللقاء الذي نتحضّر له اليوم، سيعقد في ميلانو من 30 أيار إلى 3 حزيران 2012، يُختَتم مساء السبت بعيد الشهادات وصباح الأحد بالقداس الإلهي مع قداسة الحبر الأعظم. هدفه إلقاء الضوء على قيمة العمل الصحيح ومعاني العيد الحقيقية من منظور عائلة متحدة منفتحة على الحياة ومندمجة في المجتمع والكنيسة.
تابعت: “عملنا هذه السنة سيتمحور حول بحث عملي وتطبيقي يطال جميع اللجان المعنية في الأبرشيات والحركات، بغية إطلاق مبادرات فعلية تسلّط الضوء على تجارب العمل والعيد وتأثيرها على العائلات منها، مثلاً: إطلاق ورشة تفكير حقيقية وذلك بالتعاون مع الحركات والجماعات العيلية في الأبرشيات، تخلص إلى إقتراحات عملية ودليل للتجدد. وتنظيم لقاءات لأعضاء اللجنة الأسقفية، لمناقشة المواضيع المطروحة بروح الجدية والإيمان. وستنشر اللجنة الأسقفية في عددها الذهبي 2012 خلاصة حلقات عمل طلاّب وأساتذة معهد الداراسات للعائلة والزواج في جامعة الحكمة، حول موضوع العمل والعيد، والذي سيوزّع على كافة الأبرشيات في لبنان والدول المجاورة وبلدان الإنتشار”.
أضافت: ” تسعى اللجنة إلى ترجمة عمليّة لتعليم الكنيسة، ضمن برنامج إطمئن الذي إعتمدته اللجنة كمشروع سنوي يهدف إلى تسليط الضوء على تحديات العائلة والمساعدة على تقديم حلولٍ بديلة للمصاعب والأزمات التي تهددها اليوم”. وستشارك اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان بمداخلة يوم الجمعة 1 حزيران 2012، تلقي الضوء على تجارب إيجابية لوضع العائلة في لبنان، علّها تُقدّم لعائلاتنا رسالة رجاء هي بأشد الحاجة إليها.
وختمت بدعوة جميع الآباء والأمهات، واللجان المختصّة في الأبرشيات للمشاركة الجدّية في تفعيل هذا التعليم وترجمته بمبادرات عملّية، ومواكبة أعمال للقاء وما سينتج عنه.
                                           
ثم كانت كلمة الأشمندريت حكيم فقال:
نحرص على ان تكون اللجنة الأسقفية للعائلة هي الجهة الرسمية الحصرية التي تعنى بكل ما يتعلّق بهذا اللقاء العالمي وذلك بالتنسيق المباشر مع المجلس الحبري للعائلة في الفاتيكان. وشكر سيادة المطران العنداري على تعيينه المنسق الرسمي بين اللجنة الأسقفية للعائلة في مجلس الأساقفة والبطاركة الكاثوليك في لبنان وبين المجلس الحبري للعائلة في الفاتيكان مع اللجنة المكلّفة بالتحضير والتنظيم لهذا الحدث الروحي.
وأشار إلى أن هناك مداخلة لرئيس اللجنة المطران العنداري،وهي مداخلة تمثل لبنان والشرق، وذلك يعتبر إنجازاً كبيراً منذ أن تأسست اللجنة وبهدف تفعيل الدور الذي سيلعبه لبنان في ميلانو.
وقد أوضح بعض النقاط اللوجيستية وبعض المعلومات الأساسية حول هذا اللقاء:
1.    مواعيد التسجيل: حتى آخر آذار. المعلومات المتوفرة حتى الآن قليلة….
2.    الباب مفتوح أمام كل العائلات.
3.    وفد رسمي من لبنان طبقاُ” للمعايير التي وضعت من قبل المجلس الحبري للعائلة في الفاتيكان.
4.    ذهنية المشاركين: يجب الاّ تكون فقط من اجل السياحة بل أن نرى ما هو أعمق وأهم، أي الى المعنى الروحي الذي يحمله هذا المؤتمر وسُبل تطبيقه في البلد وفي المجتمع الذي أعيش فيه.
5.    المعلومات كلها متوافرة في اللجنة الأسقفية للعائلة لأنها الجهة الرسمية الحصرية التي تعنى بهذا اللقاء، مع الإشارة الى أن كل عائلة تريد المشاركة عليها أن ت
عود الى الأبرشية التي تنتمي إليها بكل الأمور المادية…….
6.    نوضح انه سيتم نقل هذا الحدث عبر المؤسسات الاعلامية لكل من لم يستطع المشاركة لأسبابٍ حالت دون ذلك.

واختتمت الندوة بكلمة الخوري عبده أبو كسم فقال:
العائلة حاضنة الحياة، لا بل هي الخليّة التي تضخ الحياة وتضيء شمعة الحياة على أرضٍ أضاءها نور المسيح الإلهي، في بيت لحم والناصرة، تكوّنت العائلة المقدّسة وفي كل بيتٍ من بيوتنا يجب أن نجعل من عائلاتنا، عائلةً مقدسة وعلى الزوجين تقع المسؤولية الأولى في إنشاء العائلة، هما عون الواحد للآخر، من دون أن يكون هناك أي شكل من أشكال الفوقية، إنما تساوٍ بينهما يؤدي إلى التكامل والتعاضد في سبيل خيرهما وخير العائلة والأولاد.
تابع: “إن هذا الأمر لا يستقيم إلاّ من خلال الإصغاء إلى كلمة الله وتعليم الكنيسة. والعمل بوحي إنجيل سيدنا يسوع المسيح”. ولا يسعنا في هذا المجال إلاّ أن ننبّه إلى المخاطر التي تتهدد عائلاتنا المسيحيّة من تفكك نتيجة الإنحلال الخلقي والابتعاد عن القيم الدينيّة والأخلاقية والإنسانية، والتقاليد التي تحصّن المجتمع والعائلة.
وختم بالقول: “إن الإنجرار وراء المال والجنس أضعف العائلة وأبعدها عن صلب رسالتها، أعني الحب الذي ينتج عن الإنجاب وتربية الأولاد تربية مسيحيّة تنشئ من خلالها أولادنا على محبة الله والقريب وعلى أعمال المحبة، والصلاة، والتمييز بين الخير والشر، وعلى عيش الفرح في حياتهم وتنمية روح التعاون والتعاضد من أجل خلق عائلات تساهم في تجدّد الكنيسة وتحصين المجتمع وتخلق مستقبلاً زاهراً، يزهر في الكنيسة والوطن”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير