روما، الجمعة 10 فبراير 2012 (ZENIT.org)- أوضح الأب فورتوناتو دي نوتو الذي تعرفه كلُّ إيطاليا "أنّ المجتمع الذي لا يُكافح الاعتداء الجنسي على الأطفال هو مجتمعٌ غالبًا ما يخشى الأطفال ويرفضُ الاعتراف بحقّهم في العيش."
ويُمثّل الأب فورتوناتو دي نوتو، مؤسٍّس جمعيّة "ميتر" رمزَ الاتزام في مكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال فهو يشاركُ في المؤتمر الدولي الذي نظّمته جامعة الغريغوريّانا الحبريّة في روما من 6 إلى 9 فبراير تحت عنوان "نحو الشفاء والتجديد". ويُعطي شهادته الحيّة عن خبرة أكثر من عشرين سنةٍ في خدمة الأطفال.
ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة.
* * *
هل قام المجتمع بأخذ أيّ تدبيرٍ لمواجهة هذه الآفة؟
إنّ هذ الحدث معترض ومعقّد وديناميكيّ ومدمّر لكل من يخضع له. إنّها مشكلةٌ ثقافيّة فالمجتمع الذي لا يُكافح الاعتداء الجنسي على الأطفال فهو مجتمعٌ غالبًا ما يخشى الأطفال (ويرفضُ الاعتراف بحقّهم في العيش!) كما أنّه مجتمع متهيّج جنسيًّا. فإن رأى العالم والحاضرين اليوم في هذا المؤتمر مرّةً واحدة على الأقلّ صورَ الاعتداءات الجنسيّة على الأطفال التي تجتاح شبكة الانترنت لكنّا استطعنا أن نحرّضَ العالم.


يُسببّ هذا الحدث فضائحَ في الكنيسة: فكيف الوقاية منه؟
يجبُ أن تهتمّ الرعيّة العاديّة بالأطفال وتؤمّن لهم الحماية؛ فالرعيّة المقدّسة لا تكفي. ولكن على التبشير أن يتضمّن جرأة عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة الحقيقيّة التي تتكلّم وتعمل على حماية الأطفال الضعفاء. كما يجب القيام بعدّة لقاءات ومؤتمرات ومساراتٍ تعليميّة.
يطلب الكرسيّ الرسولي من جميع مؤتمرات الأساقفة أن تحتشدَ وتقترحَ بعض الاستراتيجيّات. فما هي التدابير التي يجب اتّخاذها؟
أنا بدوري أنتظرُ تعليماتٍ من هذا المؤتمر. إنّني متأكّد من أنّه سيتمّ تحديد ركائزٍ ليس فقط للجماعات الكنسيّة الممثّلة بالأساقفة الحاضرين بل ركائز للمجتمع كلّه. فعلى الكنيسة والمجتمع أن يعملا معًا ولا أن يتواجها ويتشبّثا برأيهما: بل عليهما العمل معًا محترمين صلاحيّات كلّ منهما.
وهل بإمكان عمل الكنيسة أن يساعدَ المجتمع؟
هل بإمكان عمل المجتمع أن يُساعدَ الكنيسة؟ نعم، أظنّ ذلك. ولكن عبر الاعتراف بالدور الألفي التي لعبته الكنيسة في التعليم وحملات التوعية ولا ننسى أن المجتمع قد أعطى أجوبةً قويّة –في هذا المجال- وأكثر دقّة واستراتيجيّة. أقترحُ فكرةَ شبكة الكترونيّة: شبكةُ تعاونٍ للقيام بأعمال أكثر. وأضعُ جمعيّة "ميتر" بخدمةَ كلّ من هم بحاجةٍ إلى التنشئة والخبرة.