حلب، الاثنين 13 فبراير 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي رسالةً وردتنا من المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس يتحدث فيها عن الوضع الحالي في سوريا عارضًا التخوفات والآمال، وطالبًا الصلاة.
* * *

أيها الأصدقاء،
آمل أن تكونوا جميعاً بخير بالرغم من كل تغييرات الطقس في كل مكان.
أشعر أنه من الضرورة بمكان أن أبلغكم عن الوضع الراهن  مؤخراً في سوريا، والصورة الميدانية للاضطراب في بلدنا.
هناك آراء مختلفة حول مستقبل وطننا سوريا،  وبشكل عام، هناك أربع سيناريوهات رئيسة يتداولها بعض السوريين.
السيناريو الأول هو أن لا أحد يستطيع التكهن أو تخيل ما سيحدث في البلاد خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وهذا السيناريو خطير للغاية.
أما الثاني فهو التدخل الأجنبي،  وهذا بشكل غير مباشر يعني ، أن قوات جديدة سوف تدخل الى سوريا وتسيطر وتهيمن على مستقبل البلد.
السيناريو الثالث هو الحرب الأهلية، وهنا الجميع يشعر بالقلق حول طول مدة هذه الحرب وكم قد تستمر، ومن هم أطرف النزاع، وكيف سيتم إدخال الأسلحة إلى البلد، وفي الوقت ذاته، نفكرنحن ابناء سوريا: هل سوريا ستكون  لبنان آخرخاصة  بعد عام 1975؟
السيناريو الرابع والأخير هو التقسيم اي خريطة جديدة لسوريا اليوم وهذه بالنسبة لكل السوريين هي قمة الكارثة

وكما نرى جميعنا، فإن الربيع العربي لم يجلب الديمقراطية ولا السلام والعدالة لبلدنا. الاغلبية من السوريين تعتقد أن التغييرات سوف تأتي، ولكن متى وكيف  انهما سؤالان خطيران ومهمان في ان ! حتى الآن، لا أحد في العالم العربي  هو مسرور لنماذج الحالة بعد التغييرات  في كل من ليبيا ومصر واليمن.
 
ما نحتاج إليه حقاً منكم اليوم هو الدعم المعنوي، واستمرار الصلاة من أجل الاستقرار والهدوء في بلدنا سوريا.  
ان الشيء الوحيد الإيجابي حتى الان هو أنه لم يتم استخدام أجراس الهجرة بعد.
 قال لي رئيس أساقفة حمص الليلة الماضية، أن نصف العائلات المسيحية في مدينة حمص قد غادروا المدينة، لكنهم لا يزالون في المدن والقرى الأخرى خاصة المجاورة للمدينة  في سوريا.
 لم يترك أحد البلد حتى الآن، وربما هذا يعود ايضا لسبب إغلاق  ابواب سفارات الولايات المتحدة، وعدد من دول الاتحاد الأوربي، وبعض البلدان العربية، لذلك لا يمكن لأحد أن يحصل على تأشيرة السفر أو الفيزا للسفر إلى أي مكان.
وهذه علامة جيدة لوقف هجرة المسيحيين من سورية حتى قبل بدئها.

سوف أحاول أن أبقيكم على اطلاع بكل التطورات الحاصلة، والأمل أن تكون هذه التغييرات  في منحى الاستقرار والخير والطمأنينة.
في غضون ذلك، دعونا جميعاً نصلي من أجل مستقبل أفضل لسوريا ، ونأمل أن يعم السلام في كل مكان.
المخلص
مار غريغوريوس مطران حلب