إعداد الأب شربل رعد
زحله، الاثنين 6 فبراير 2012 (ZENIT.org). - عاش مارون ناسكًا في نمط "هِيبتْرُس"، أي في مكان مغلق، دون سقف، منفتح على السماء، في ظروف صعبة، مع التعرض للعوامل الجويَّة أو الطبيعيَّة، وذلك على قمة قلعة كالوتا. ولقد سبقه إلى العيش بهذا النمط الكثيرون، نذكر منهم يعقوب النصيبيني على ما يذكر ثيودوريطس القورشي. لكنَّ مارون أقام له خيمة كان يلجأ إليها نادرًا. فهذا النمط، وإن سبقه إليه غيره، تركَّز وتثبَّت معه بالذات وتطور مع تلاميذه، خاصة مع يعقوب القورشي. وتطور مع المدرسة العموديَّة التي تعتبر امتدادًا لمدرسة مارون النسكيَّة، خاصة مع سمعان العمودي الكبير.
كيف عاش مارون؟
عاش في محبة الله الكاملة، في صلاة وتأمُّل وعمل وإرشاد الكثيرين إلى محبة الله بابنه يسوع، وفي صوم وعبادة وأعمال توبة. وقد أُخذ بالجمال الإلهي، وشفى الكثيرين من أمراض روحيَّة وجسديَّة بدواء واحد هو الصلاة. وتتلمذ على نهجه تلاميذ وتلميذات منهم: يعقوب، ليمنايوس... مارانا وكيرا ودومنينا... كما أنَّه معلم في حياة الروح وأبو الرهبان في الأصقاع السوريَّة والمارونيَّة لاحقًا.
هل كان مارون الناسك كاهنًا؟
لا يخبرنا ثيودوريطس في سيرة مارون عن ذلك. لكن الباحثين يقولون بأنَّ القديس يوحنا الذهبي الفم بعث رسالة، من منفاه في كوكاز في جبال أرمينيا، تحمل عنوانًا "من يوحنا الذهبي الفم إلى مارون الكاهن الناسك" (يُرجح تاريخها ما بين العام 401 و 407) وهي تعبر عن الرباط والصداقة بينهما. لكن البعض يشكُّ بصحَّة نسبتها إلى مارون أب الكنيسة المارونيَّة الذي دوَّن سيرته القورشي. بعد التمعُّن بسيرة مارون، نجد بعض الملامح إلى البعد الكهنوتي في حياته، وتكريسه الهيكل الوثني لعبادة الله الحق، وشفائه الناس بندى بركته. وفي التقليد الكنسي الماروني يصور مارون دائمًا لابسًا البطرشيل أي القطعة الأساسيَّة من الزي الكهنوتي.