أعمال هذا المجمع
إنّه انتخابي. مسؤوليّتنا كبيرة أنّ نختار الإنسان المناسب في المكان المناسب للوقت المناسب، وأن نهيئ الإنسان والراعي المناسب.
أشير من جديد إلى أهمية تهيئة رعاة صالحين ابتداءً من الإكليريكيّة عبر الخدمة الكهنوتيّة الراعويّة وحسب القانون 182.
وربما استعرضنا موضوعات سينودس حزيران 2012.
وهناك مجال لأخبار الأبرشيات والأوضاع الراهنة. فلا بدَّ أن يكون لنا جولة حول أوضاع رعايانا وأبرشياتنا في الظروف الراهنة. ومن ذلك:
– مشاركتنا في السينودس حول بشرى الإنجيل المتجددة (7 – 28 تشرين الأول 2012).
– أوضاع الأبرشيات.
– الأوضاع الراهنة في المنطقة، وبخاصة في لبنان – مصر – سوريّة – فلسطين. نحن جزء من أوطاننا. كان لنا دور في التاريخ بالرغم من صعوباته وآلامه… واليوم علينا أنّ نكتشف دورنا ورسالتنا في الأوضاع. وهذا يبعد الخوف وينعش الرعايا. المسيحيون وبخاصة رعايانا ليسوا في خطر. البعض هاجروا ( أعداد محدودة ممكن كان لديهم البطاقة الخضراء وممكن أنّ يعودوا أي وقت…).
– مطالبتي بشرعة حقوق الإنسان العربيّ الحديث. ومطالبتي واقتراحي: قمّة روحيّة عربيّة مسيحيّة إسلاميّة ( عرضتها على الجامعة العربيّة وعلى الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر ) ولاقت استحساناً. والاقتراح الآخر: أنّ يصدر اقتراح أو قرار من هذه القمّة لجسم أو مجمع روحي مسيحي إسلامي مشابه للجامعة العربيّة، وموازٍ لها على الصعيد الروحي.
– وثيقتا الأزهر (أيار 2011 وكانون الثاني 2012) هما بمثابة جواب على اقتراحاتي في رسائلي ومداخلاتي. ومن واجبنا دراستهما وربطهما بتوصيات السينودس لأجل الشرق الأوسط، وتعليم الكنيسة ووثائق المجمع الفاتيكاني الثاني ورسائل البابوات بخاصة البابا بندكتوس السّادس عشر وبخاصة حول حريّة المعتقد وحريّة العبادة والعدل والمساواة والحريّة الحقيقيّة، والتزام المسيحيّ قضايا مجتمعه.
وهذه الأمور تنطبق بنوعٍ خاص على مصر وسوريّة ولكن أيضاً على لبنان وفلسطين والأردن والعراق والبلاد الأخرى…
وهناك اقتراح مزدوج، آمل أن يُتاح لنا أن نستعرضه ولو بسرعة: القمة المسيحية – المسيحية، الإكليروس وينضم إليهم لاحقًا ربما في اجتماع إضافي العلمانيون، لكي نكتشف دورنا في الظروف الراهنة في عالمنا العربي.
مضى عام كامل على الأحداث التي طالت عدداً كبيراً من دول العالم العربيّ. وقد صدرت تصريحات بشأنها من قبل القادة الروحيّين في الشرق الأوسط كلّ على انفراد.
ووقف منها المسيحيّون مواقف خاصة بكل بلد: من ساسة ورجال أعمال وسواهم. وهاجر البعض منهم على أثر الاضطرابات وما آلت إليه الأوضاع من عدم استقرار وفقدان الأمن والأمان ومشاكل اقتصاديّة وحياتيّة…
أتساءَل أليس من الواجب أنّ نقف معاً وقفة صلاة وتفكير وتأمل؟ وربما توصلنا إلى إصدار بيان أو وثيقة مشتركة؟
أمام كلّ هذا أرى أنه من الضروري والمفيد جداً أيضًا أنّ يجتمع رجال فكر وعمل وسياسة واقتصاد… ويتداولوا معاً بشأن كل هذه الأحداث والمتغيرات التي أتت وستأتي… ولا ندري ماذا ينتظرنا..
أظنُّ أنَّ شعبنا يحتاج إلى أنّ يسمع صوتنا مجتمعين كرعاة مسؤولين نحمل إلى رعايانا الامل والرجاء. ونساعد مؤمني كنائسنا على اكتشاف دورهم ومسؤوليتهم تجاه أوطانهم وهم جزء لا يتجزأ منها. وقد حملوا همومها ولعبوا دوراً هاماً في تاريخها على مدار ألفي سنة.
أصلي لكي يلهمنا المخلص الإلهي لكي نعمل معاً لأجل الشركة والشهادة والحضور المسيحيّ الفعّال في هذا العالم العربيّ حيث ولدنا كلنا في الإيمان المقدّس الذي تاريخه وجغرافيته مرتبطان بهذا الشرق.
ونشكر الله على المواقف الجيدة المعتدلة الإيجابيّة البناءَة المشجعة التي عبَّر عنها رؤساء الكنائس لكنيستنا والكنائس الأخرى…
هذا ضروري لأجل رعايانا ولأجل باقي الرعايا المسيحيين ولأجل المواطنين وأوطاننا والأوضاع فيها. وهذا هو واجبنا الأساسي الدائم تجاه عالمنا فنحن كما أحب أنّ أردد: كنيسة العرب وكنيسة الإسلام والمسلمين ولأجل العالم العربي ولأجل جميع المواطنين، لكي كما قال يسوع: “تكون لهم الحياة وتكون لهم بوفرة…”
ونفرح أن نكون معًا في هذا السينودس يقودنا الروح القدس وتحت رعاية أمنا مريم العذراء لكي نختار رعاة حسب قلب المخلص.
مع محبتي وبركتي ودعائي
غريغوريوس الثّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريّة وأورشليم للرُّوم الملَكيِّين الكاثوليك