روما، الجمعة 10 فبراير 2012 (ZENIT.org)- صرّحت السيّدة ماري كولنز إيرلنديّة الجنسيّة والتي كانت ضحيّة لاعتداء جنسيّ قائلةً: “أريد أن أكون كاثوليكيّة وأن أبقى في الكنيسة فإنّني متشبّثةٌ بذلك لأنّني أريد التخلّص من تلك الحادثة (…). ولكنّني لم أفقد الإيمان بالله ويسوع المسيح.”
وقد أعطت السيّدة كولنز شهادةَ حياتها أمامَ المشاركين في المؤتمر الذي نظّمته جامعة الغريغوريّانا الحبريّة يومَ الثلاثاء 7 فبراير والذي يدور حول أجوبةٍ تفسّرُ الاعتداءات الجنسيّة في الكنيسة. كما أنّه قد تمّ إجراء مقابلةٍ معها على أثير راديو الفاتيكان.
ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة.
* * *
ماذا يحتاج الأطفال الذين تمّ الاعتداء عليهم عندما يُدركون ماذا حدث لهم؟
إنّ الشخص الذي تمّ الاعتداء عليه جسديًّا بحاجةٍ إلى مساعدةٍ نفسيّة. كنت أسيءُ تقييمَ ذاتي فأرى نفسي شرّيرة ومُخزية. لم أكن أريد أن يعرفَ أحدٌ ماذا جرى معي. غالبًا ما يسألون لماذا لا يُخبرُ الأطفال ماذا حدث معهم؟
ذلك لأنّهم مقتنعين أنّهم ارتكبوا خطأ فادحًا… فلا يستطيعون أن يُخبروا عنه. فيكبرون وهم يعلمون أنّ هناك خطبٌ ما. أمّا أنا فأصبتُ بإحباطٍ كبيرٍ ورُهابٍ شديد وبنوباتِ ذعرٍ فلم أعد أستطيع العمل لأنّه كان عليّ أن أدخلَ مرارًا مستشفى للأمراض العقليّة والنفسيّة.
وكان قد مرّ ثلاثونَ عامًا على الحادثة حين أخبرتُ الطبيبَ كلّ ما حدث معي ومواجهة الأمر ساعدني كثيرًا. أمّا الآن فلم أصب بنوبةِ إحباط وقلق منذ 15 سنةً.
وإنّني أجدُ أنّه كلّما أبكرنا في معرفة أنّ هذا الطفل قد تعرّضَ إلى اعتداء جنسيّ يُمكننا إنقاذ ما تبقّى من حياته.
هل استطعتِ أن تبقي كاثوليكيّةً وأن تتصالحي مع الكنيسة التي خانتك؟
لقد التزمتُ بالعملِ مع الكنيسة من البيت وذلك بالتعاون مع اللجنة التي أقرّت التوجيهات لحماية الأطفال كما عملتُ مع أبرشيّة دوبلن لتنظيم مكتب لحماية الأطفال. ولكنّني حتّى اليوم أجدُ صعوبةً كبيرة في ممارستي الدينيّة.
أريد أن أكون كاثوليكيّة وأن أبقى في الكنيسة فإنّني متشبّثةٌ بذلك لأنّني أريد أن أنتهي من تلك الحادثة. وأملي هو أن تستطيع كنيستي إيجادَ حلّ لهذا الوضع. وأنا فقدتُ الكثيرَ من الأمل والثقة في وطني…وكان هذا الأمرُ مدمّرًا لي.
أمّا اكتشاف وجود أشخاصٍ داخل الكنيسة يقومون باعتداءاتٍ جنسيّة فلم يكن أمرًا قاسيًا إذ إنّ هذا يحصلُ في المجتمع كلّه وفي الأماكن الرياضيّة والتعليميّة…
ولكنْ أقسى ما في الأمر كان أن أعلمَ بوجود من يحمي هؤلاء الأشخاص عوضًا حماية الأطفالَ.
نعم، هذا ما سبّب لي الكثير من الألم على صعيد الإيمان والثقة في الناس ولكنّني لم أفقد الإيمان بالله ويسوع المسيح. بالطبع أجدُ صعوبةً كبيرة في ممارستي الدينيّة، ولكنّني صامدةٌ…
–