الموارنة في روما

لبنان بلدُ “العيش المشترك” : لقاء مع الخورأسقف طوني جبران

Share this Entry

حاورته أنيتا بوردان روما، الثلاثاء 14 فبراير 2012 (Zenit.org) – صرّح الخورأسقف طوني جبران قائلًا : “لبنان بلدُ الحوار و”العيش المُشترك” بين مجموعة الطوائف والأديان في محيطٍ إقليمي وعالميّ تُسيطرُ عليه القسوة والانغلاقات والمواجهات”.

قد يزورُ البابا بندكتس السادس عشر لبنان في أيلول المقبل وذلك إن سنحت له الظروف الدوليّة. وكانت قد طلبت وكالة زينيت من الخورأسقف طوني جبران أن يُعرّفَ القرّاء إلى الطائفة المارونيّة.

أمّا الخورأسقف جبران فهو رئيس المدرسة الحبريّة المارونيّة في روما والوكيل البطريركي المارونيّ وراعي كنيسة القدّيس مار مارون في روما.

عاشَ مارون حوالي العام 423 حياة تنسّكٍ في جبل نابو في سوريا. وكانت حياته حياة توبةٍ أدّت إلى عمقٍ روحيّ كبير.

لقد بُني على قبره دير “مار مارون” الذي أصبح مقرّ حجّ وعاصمة دينيّة لمسيحيّي الحوض الشرقي للمتوسط الذين سمّوا “موارنة”. وقد لجأ مسيحيّو سوريا “الموارنة” إلى جبال لبنان عند مجيء الإسلام. كما قامَ البطريرك بشارة الراعي بزيارة رسميّة إلى فرنسا العام الماضي وقابلته في حينها زينيت.  

زينيت- كيف تتمثّل الطائفة المارونيّة في روما؟

الخورأسقف طوني جبران- إنّ الطائفة المارونيّة هي في مرحلة نموّ. فلقد خلقنا بنيةً ورسالةً تهدفان إلى تقوية الروابط في الطائفة المارونيةّ في روما. أمّا الخطوة الأولى فكانت إنشاء رعيّة مارونيّة في روما على يد البطريرك المارونيّ الكاردينال صفير. والخطوة الثانية كانت مرتكزة على رسالةٍ يهتمّ بها النائب الرسولي في روما الممثّل بالكاردينال فالّيني. فنحن طائفةٌ شابّة مليئة بالحماس والرغبة في أن تصلَ أصواتنا. ونريدُ أن تكون هويّتنا الثقافيّة علامةً واضحة لما نحن عليه. ولقد قامت رعيّتنا بالكثير من المبادرات أذكر منها التعليم الديني والجوقة الكنسيّة المرنّمة ودروس لتعليم اللغة العربيّة للأطفال والكبار ورحلاتٍ رعويّة وحفلات عشاء خيريّة وإرشاد روحيّ أسبوعي فكما تلاحظون، إنّنا نقوم بالعديد من المبادرات!

لقد تمّ وضع تمثال للقدّيس مارون في بازيليك القدّيس بطرس: هل هي علامةٌ مهمّة؟

-بالطبع إنّه لأمرٌ مهمّ. لقد وُضع تمثال مار مارون في مشكاةٍ على طول البازيليك ووأصبح بإمكاننا القول الآن أنّ تمثال القدّيس مارون “يسند” بازيليك القدّيس بطرس مع باقي القدّيسين. وهذا ما شكّلَ علامةً مهمّة إذ أنّ الأمرَ  لفتَ الأنظار إلى الوجود المسيحيّ في الشرق الأوسط، الأرض المتجذّرة بالمسيحيّين والتي فيها نُشرَ الإنجيل أوّلًا وهذا ما أعطى الملايين من الموارنة المنتشرين في العالم إشارةً للروابط الأخويّة التي تجمعهم مذكّرةً بجذورهم وهويّتهم المارونيّة. للموارنة مكانةٌ مميّزة في العلاقةِ بين الكنيسة في الغرب والكنيسة في الشرق: فهل يمكن أن يلعب الموارنة دورَ جسر عبور بينهما؟ لن نقوم بلعب دور الوسيط في الحوار المسكونيّ بل سنكون شهود إيمان راسخٍ، إيمان بإنجيل المسيح وذلك وفاءًا للبابا وسندخل الحوارَ مع إخواننا خارجَ روما متسلّحين بهذا الإيمان. وما نفتخرُ به نحن المارونيّون هو أننّا الكنيسة الشرقيّة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تبتعد يومًا عن روما فلطالما ارتبطنا منذ نشأتنا بخليفة بطرس.

تدخلُ الثقافةُ العربيّة في الإيمان المارونيّ فهل يمكن أن يلعب الموارنة دورَ جسر عبورٍ في الحوار مع الإسلام؟

نريدُ أن نلعبَ دورًا يكون أكبر من جسر عبور، نريدُ أن نكونَ مثالًا لحياةٍ مسالمة في العيش المشترك والاحترام والأخوّة بين الطوائف على اختلافها. ففي لبنان، الأرض المارونيّة بامتياز، تعيشُ معًا 18 طائفةٌ دينية. واليوم يفتخرُ لبنان بأنّه “رسالة” كما قال يوحنّا بولس الثاني في زيارته إلى لبنان عام 1997. ونعيدُ باعتزازٍ هذا الكلام مرارًا اليوم كأنّه شعارٌ لنا. فلبنان رسالةٌ إلى الشرق الأوسط والعالم أجمع لأنّه أرض الحريّة والانفتاح وتقبّل الآخر. ولبنان بلدُ الحوار و”العيش المشترك” بين مجموعة الطوائف والأديان في محيطٍ إقليمي وعالميّ تُسيطرُ عليه القسوة والانغلاقات والمواجهات.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير