بقلم بيير باتيستا بيزابيلا، حارس الأراضي المقدسة، الرهبنة الفرانسيسكيّة
روما، الأربعاء 22 فبراير 2012 (ZENIT.org) - سنعرضُ في ما يلي نصًّا لحارس الأرض المقدّسة يتطرّأ فيه إلى الوضع الخطير في سوريا ويُطالب بإجراء تدابير ملموسةٍ تجاه المجتمع المسيحي.
بعدَ تبدّل النظام في مصر، جاء الوضعُ في سوريا ليؤكّد الحالة التي آلَ إليها الشرق الأوسط فقبل عامٍ لم يكن ليظهر سيناريو مماثلٌ في الحسبان.
ويلتزمُ الرهبان الفرانسيسكان مع رؤساء الكنيسة اللاتينيّة بتلبية حاجات السكّان المسيحيّين المحليّين فخلال أشهر التوتّر الشديد نرى أنّ سوريا انجرفت نحو مواجهات داخليّة وصراع يأخذ شكلًا أكبر لحربٍ أهليّة.
فرهبنة حراس الأراضي المقدّسة حاضرةٌ في العديد من مناطق سوريا: دمشق وحلب واللاذقيّة ونهر العاصي.
وقد تحوّلت المستوصفات الطبيّة في الأديرة الفرانسيسكيّة التي اعتادت الحراسة أن تديرَها إلى ملاجئ مُرحّبةً بالجميع على اختلاف عروقهم فمنهم علويّين وسُنّة ومسيحيّين ومؤيّدين للنظام ومناهضين له.
كما أقفلت العديد من شركات الاستيراد والتصدير أبوابَها في ظلّ الفوضى الشاملة والضياع. ولم يبقَ أيُّ أثرٍ لألوف السيّاح الذين كانوا يدعمون الصناعة الحديثة والمزدهرة ويُحرّكون عجلةَ قطاع النقل والفنادق والخدمات.
أمّا ناقوس الخطر فقد دقّ لدى المزارعين فالحصار الدولي يمنع أي إمكانيّة تصدير والأسعار تشهدُ تراجعًا. وتأثّرت القطاعاتُ الأضعف بالوضع الراهن وعانت نقصًا في إمدادات الطاقة والمياه.
كما تغيبُ الكهرباء عن أكبر المدن لساعات طويلةٍ يوميًّا ويتمّ تقنين وقود الديزل وهذا ما يولّد الكثير من الصعوبات كاضطرار السكّان إلى مواجهة فصل الشتاء من دون إمكانيّة للتدفئة.
إنّ الوقوف بجانب الشعب لاستقبال المحتاج ومُساعدته يتمُّ من دون أيّ تمييز في العرق والدين والقوميّة كما إنّ تأكيد الحضور بثقة للخدمة الروحيّة للمؤمنين من شأنه أن يبعث فيهم الإدراك بأهميّة بقائهم في بلدهم.
وتأتي دعوة الرهبان الفرانسيسكان في هذا الزمن كدعوة القدّيس فرنسيس الذي حثَّ الرهبان على الثبات على قيم الإنجيل المقدّس.
ونرجو من كلّ من يودّ تقديمَ الدعم الملموس لأعمال المحبّة والخير التي تُقدّمها حراسة الأراضي المقدّسة للسوريّين المسيحيين الدّخول إلى الموقع التالي: http://www.proterrasancta.org/it/aiutaci/ .
وستُسلّم فورًا المساعدات التي سيتمّ الحصول عليها إلى الرهبان المقيمين في سوريا الذين سيُقدّمونها بحكمةٍ وحذر.