مقابلة مع الأب فورتوناتو دي نوتو
روما، الخميس 9 فبراير 2012 (ZENIT.org)- أوضح الأب فورتوناتو دي نوتو الذي تعرفه كلُّ إيطاليا "أنّ المجتمع الذي لا يُكافح الاعتداء الجنسي على الأطفال هو مجتمعٌ غالبًا ما يخشى الأطفال ويرفضُ الاعتراف بحقّهم في العيش."
ويُمثّل الأب فورتوناتو دي نوتو، مؤسٍّس جمعيّة "ميتر" رمزَ الاتزام في مكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال فهو يشاركُ في المؤتمر الدولي الذي نظّمته جامعة الغريغوريّانا الحبريّة في روما من 6 إلى 9 فبراير تحت عنوان "نحو الشفاء والتجديد". ويُعطي شهادته الحيّة عن خبرة أكثر من عشرين سنةٍ في خدمة الأطفال.
ننشر في ما يلي القسم الأول من المقابلة.
زينيت- كيف تُساهم جمعيّة "ميتر" بمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال؟
الأب فورتونانو دي نوتو- كلّ سنة نقومُ بتقديم تقريرٍ إلى المجتمع والكنيسة يتضمّن كلّ ما يتعلّق بالتزامنا المترابط والحقيقيّ بمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال والشرائط الإباحيّة المصوّرة لاعتداءات جنسيّة على الأطفال والمعروضة على الانترنت بالإضافة إلى مكافحة سوء معاملة الأطفال. فلقد تمّت مساعدة حوالي الألف ضحيّة خلال اﻠ21 سنةٍ من الجهود وقد أقفِلَ حوالي اﻠ 100 000 موقع إلكتروني حول الاعتداء الجنسي على الأطفال والبيدوفيلية. كما جرت مئات الآلاف من اللقاءات مع الشباب في المدارس ومع العائلات.
ماذا عن دور عملكم في حياة الكنيسة والجماعات المسيحية؟
إن الأبرشيّات في إيطاليا والخارج أصبحت أكثر اهتمامًا ليسَ فقط على صعيد لقاءات التنشئة المنتظمة بل أيضًا من خلال العمل على برامج وفقًا لمنهجيّة جمعيّة "ميتر" وميزتها. فإنّ جمعيّة "ميتر" لم تولد إثرَ مُشكلةٍ طارئة للاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة بل تأسست منذ عشرين سنةٍ في الرعيّة التي أنا راعيها وذلك لإعطاء أجوبةٍ ملموسة في رؤيةٍ رعويّة لجميع الأشخاص الذين تمّ التعدّي عليهم من قبل كهنةٍ أو أناسٍ آخرين. لقد أصدرنا أنظمة تشريعيّة جديدة ونحن نضعُ كفاءاتِنا كلّها في خدمة مجالس النوّاب في إيطاليا وأوروبا كما أنّنا نتعاون مع اليابان وبلدانٍ أخرى لزيادة التحرّكات لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال. نعلمُ أنّنا نقوم بأعمالٍ كثيرة ولكنّنا بحاجةٍ إلى القيام بأعمالٍ أكثر.
واليوم تأتون بخبرتكم ومهاراتكم إلى مؤتمر الجامعة الغريغوريّة الحبريّة: هل يمكنُ حصول أي تجديد وشفاء؟
إنّه لأمرٌ مهمّ جدًّا أن نجتمعَ ونتصارح ونصغي إلى بعضنا البعض. فعندما تقومُ جماعةٌ كنسيّةٌ بالردّ على فضيحةٍ تتعلّق بالاعتداء الجنسي على الأطفال فيكون ذلك دومًا مقنعًا ومثقّفًا. لقد بدأنا نفهمُ أنّ "الإنجيلَ ينادينا" وأنّه لا يمكن أن تُداسَ وتُنهكَ براءةُ الأطفال بعد اليوم. وأعتقدُ أنّ ذلك كان بمثابةِ فضيحةٍ حقيقيّة وهزّةٍ أرضيّة أو بالأحرى بمثابة تسونامي: فربّنا لم يحتمل صراخَ أولئك الأطفال البريئين.
حتّى وإن كنّا قد التمسنا منذ فترةٍ بعض بوادر "تغيير". كما يجبُ الانتقال من المؤتمر إلى العمل الرعوي- وهذا ما يحصلُ في بعضِ أنحاء العالم- وهذا ما يتطلّب اليوم أكثر من الأعمال العالميّة بل يتطلّب كلام أنبياء يجيدون المدافعة عن حقوق الأطفال. وستتجدّدُ الكنيسةُ دائمًا إن انطلقت من الأطفال المعذّبين. لقد حان الوقت للقيام بانعطافٍ في مجال التعليم والتنشئة داخل المجتمعات الدينيّة: فنحن بحاجةٍ إلى رجالٍ ونساءٍ صادقين وكرماء وأقوياء وقادرين على بذل حياتهم- وقد قام الكثيرون بذلك- من أجل حماية الصغار والضعفاء من أيّ اعتداءٍ على حياتهم.
(يتبع)