وكالة زينيت – ما هي أبرز تعاليم مارت روبان حول البشارة الجديدة؟
الأب بايروس – مارت هي أحدمؤسسي مفهوم “البشارة الجديدة”. وكانت تملك قناعة داخلية بضرورة قيام “عنصرة جديدة من الحب” في العالم، بحسب التعبير الذي استخدمه كل من البابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا يوحنا بولس الثاني. كانت مارت تشعر بحاجة ملحة إلى التغيير، وعدم إبقاء النظام الكنسي على ما كان عليه. وقد ساهمت في “تدفق جديد للروح” في العالم. صلّت كثيراً وخصوصاً خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، ودعمت ما يزيد على 20 جماعة جديدة، وعملت جاهدة في سبيل تجديد الكنيسة.
إذاً فقد كانت تطرح هذا الموضوع مراراً وتكراراً؟
إنّه أحد المواضيع العزيزة جداً على قلبها. وكانت تطلق أفكاراً ثورية في تلك الحقبة، ومنها أنّ البشارة ليست من صنيع “المتخصصين” من كهنة ومرسلين، بل إنّ على كلّ مسيحي، وكلّ من نال سر المعمودية أن يشهد للمسيح أينما حلّ.
ما كانت مارت لتقول لنا في سنة الإيمان؟
من الصعب جداً التحدث بلسان مارت!.. كانت ومن دون أدنى شك “امرأة إيمان”، كما تميّزت بحسّ مرهف وإدراك استثنائي لعمل الله في النفوس وفي الكنيسة وفي العالم.
وكيف كانت تنطر إلى الإيمان؟
بالنسبة إليها، “الإيمان هو هبة من الله، وإننا لا نُعطى الإيمان، بل نسأله..”. هي لم تكن تفصل أبداً بين الإيمان والمحبة[RC1] . فقد اعتبرت أنّ المحبة هو جوهر حياة كل مسيحي مؤكّدة مرات عديدة أنّ “لا قيمة لأي شيء خارج نطاق الحب”. أمّا الرجاء، فكان خبزها اليومي في حياة البؤس التي عاشتها في ظل تهديدات كثيرة طالت الكنيسة والعالم. وقد قدِم أكثر من 100 ألف شخص لزيارتها في غرفتها، على تلال شاتونوف دو غولور، وكانت تمدّهم بالتعزية والرجاء..
ما أبرز أقوال مارت حول الإيمان؟
“يظنّ البعض أنّهم فقدوا الإيمان. ولكنّه لا يزال موجوداً كالنار تحت الرماد. إنهم بحاجة فقط إلى أن يعيدوا نفخ تلك الشعلة لتتأجج من جديد”.
ألا تزالون تتلقون شهادات حية من أشخاص عرفوا مارت أو نالوا طلبات بشفاعتها؟
أجل وبأعداد ضخمة. وقد بلغ حجم أرشيف الملفات في شاتونوف دو غولور أمتاراً عدة. ولا يزال أشخاص عرفوها منذ 30 سنة يكتبون لنا.
نعرف أن مارت روبان عاشت فترة مرض طويلة كيف عاشت وتقبّلت مرضها؟
رسمت مارت دربها الروحية خلال 10 سنوات من الزمن، وأجابت تدريجياً على هذا السؤال: “ماذا أفعل بحياتي في الوضع الذي أنا عليه الآن؟”. بالطبع لم تخلُ هذه المرحلة من الصراع، فقد اختبرت فترات من الإحباط والرفض إلى حين مشاركتها بخلوة روحية بإرشاد من آباء كبوشيين في العام 1928 كانت كفيلة بأن تقلب حياتها رأساً على عقب. فبعد هذه الخلوة، تأكدت مارت من رسالتها وأدركت أنّ بإمكانها تقديم مرضها كفارة عن العالم.
يعني أنّها وجدت معنى لآلامها؟
لقد تمكنت من “إدخال” مرضها ضمن دعوتها. وأدركت في الصميم أنّ أسوا الآلام وكبرى المعاناة يمكنها أن تحل محل البشارة وتقدم الكنيسة والعالم أجمع، إذا ما تم عيشها بفيض من الحب.
ماذا كانت تقول في هذا الشأن؟
“مُنع عني النشاط الجسدي على الارض، ولكنّ المسيح أنعم علي بنشاط الصلاة، والحب وسط المعاناة والتضحيات غير المعلنة. قد يبدو نشاطي عقيماً في العالم، ولكنّه مثمر جداً أمام الله”.
هل كانت تتكلم عن ذلك بسهولة؟
لقد كانت مارت متكتمة جداً حول أمورها. فإننا نحتاج إلى اعتماد وسيلة “غير مباشرة” كي نفهم كيف كانت تعيش مرضها ومعاناتها، آخذين بعين الاعتبار كيف كانت تساعد المرضى.
هل يمكنك أن تخبرنا عن المرحلة التي بلغتها دعوى التطويب؟
إننا حالياً في مرحلة طلب “الفضائل البطولية”. وفي مايو 2010، وقعنا وثيقة الـ”موقف”، وهي عبارة عن مستند من 3 آلاف صفحة تلخص الدعوى المؤلفة من 17 ألف صفحة. لقد أودعنا أيضاً ملفاً حول معجزة لن يتم درسها إلا بعد إقرار الفضائل البطولية. يجب أن نتحلى بالصبر، فثمة 400 دعوى أخرى تسبقنا بانتظار النظر فيها.
* * *
نقلته من الفرنسية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية
[RC1]CHARITé لا تعني دومًا الإحسان، بل حسب الإطار تعني غالبًا المحبة المسيحية…