مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم

حلب، الأربعاء 28 مارس 2012 (ZENIT.org). -لا شكَّ إنَّكم جميعاً تتفهَّمون بأنَّ هاجس الهجرة عند المسيحيِّين هو من الأهم بين الهواجس التي دارت في نقاشاتنا، فنحن نرى أنَّ هذا الهاجس ليس فقط هاجس العرب المسيحيِّين في هذه المنطقة، بل هو هاجس العرب المسلمين المعتدلين والمؤمنين بالتعدديّة، وقبول الآخر، أولئك الذين يعرفون أنَّه عندما يخسر الوطن هذا المكوِّن المسيحي - وهو من أساس مكوِّناته، ستكون خسارة كبيرة لكلِّ الوطن بأطيافه وشرائحه. ولكن إلى جانب هاجس الهجرة رأينا أنَّ الإسلام المتشدِّد أيضاً هو هاجس بالنسبة إلينا، وفي بعض الأحيان، أصوات بعض المتطرفيِّن فيه، تُقلقنا، بل تُخيف المسيحيِّين كلّهم وفي كلِّ مكان.

نحن نرى أنَّ واجباً كبيراً يقع على العرب المسلمين المعتدلين، والمؤمنين بالانفتاح، وهو أن يُدركوا معاني مسؤوليّة العيش مع المسيحيِّين من جهة، ويعملوا على تغيير الصُّورة الموجودة عند بعض الأصوليِّين والمتطرِّفين، خاصّةً في الإعلامين الغربي والعربي من جهةٍ أخرى. إنَّنا مع أن تكون هنالك مبادئ ثابتة وراسخة وواضحة، أكثر من الاحترام المتبادل بين المسيحيِّين والمسلمين.