روما، الجمعة 9 مارس 2012 (ZENIT.org). - ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة. من الممكن مراجعة القسم الأول في خدمة زينيت لأمس الخميس 8 مارس 2012.

هلا أخبرتنا عن المبادرات الكثيرة التي حققتها ضمن إرسالية دو غوانيلا؟

إلى جانب إدارتي لمركز الأبحاث التابع للرهبنة، أقوم بكتابة تاريخ كلّ من الجمعية ومؤسسها، وقد كرّست وقتي من أجل الترويج التنمية في البلدان الفقيرة. فأنا مقتنعة بأنّ الثقافة والإيمان يستطيعان بفضل النعمة الإلهية أن يُنتجا كلّ أنواع الأعمال الصالحة. وقد نشأت في كالابريا جمعية ملجأ فيديريكو الذي يٌعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز البابا بندكتس السادس عشر الذي يحوي مجموعة من المتطوعين من جمعية "الأيدي الغوانيلانية" Mani Guanelliane، وغالبيتهم من الطلاب والخريجين. ومن بين الجمعيات أيضاً جمعية "شرق أوسط خالٍ من الإعاقات"  التي تعمل على إحداث تغيير في الذهنية، وتنشط في البلدان النامية التي يسيطر فيها الفقر، والتي يشكّل ذوي الاحتياجات الخاصة فيها أفقر الفقراء.

وكيف نشأت جمعية "شرق أوسط خالٍ من الإعاقات"؟

نشأت حين دعا البابا يوحنا بولس الثاني إرسالية دون غوانيلا إلى "توسيع نطاق الأعمال الخيرية". صحيح أن الدعوات لا تكفي لتلبية جميع الاحتياجات، ولكننا نحقق ذلك من خلال السير على خطى القلب والفكر، وإشراك الآخرين في المشاريع التي يتم طرحها. فالعناية بذوي الاحتياجات الخاصة من بين جميع الفقراء المحتاجين تأتي بإيعاز من الله. وكثيراً ما نجد حالات عجز مزدوج حين تقترن الإعاقة بالتمييز ضد المرأة، حتى في البلدان الغربية.

عرفنن أنّكم قريباً ستعقدون مؤتمراً؟

هذا صحيح، وسيقام في مدريد بين 19 و21 أبريل المقبل، وستشارك فيه 20 دولة أوروبية وغير أوروبية، بحضور شخصيات قادمة من دول القرن الإفريقي مثل جيبوتي والصومال واليمن.

كيف تعملون في هذه البلدان، ومن هم المتطوعون فيها؟

نسعى جاهدين إلى إشراك سكان كل بلد في نشاطاتنا، والنساء هنّ الأكثر استجابة إلى رسالتنا. وقد ابتكرنا برنامج "العلاج الأسري" الذي يسعى إلى إشراك الأمهات بحيث يتمكّن من العناية بأولادهنّ بأساليب بسيطة وأساسية. فبدلاً من أن تحمل الأم طفلها العاجز عن التنقل، يمكنها وبحسب حالته مساعدته على تحقيق تقدّم صغير، فتكون بذلك قد تحوّلت إلى المعالجة الأولى لطفلها.

وكيف يعملن في البلدان الإسلامية؟

جميل أن نرى النساء يقتربن للمساعدة برغم معرفتهنّ المسبقة بأننا مسيحيون، وبأنني راهبة، ولكن في هذه الحالات، تسقط الحواجز، ويندمجن معنا. فحين يكون عليهنّ تقديم المساعدة لمن هم بحاجة، يعرفن جيداً كيف يتخطّين جميع هذه الحواجز.

لماذا برأيك تقصد النساء الكنيسة أكثر من الرجال؟

لست أدري إن كان ذلك صحيحاً. ولكن في مطلق الأحوال، أظن أنّ المرأة تملك انفتاحاً واسع النطاق على كلمة الله. كما أنّها تشعر وبشكل خاص برابط قوي ومتين يجمعها بزوجها، وهي تعجز عن العيش من دون أن تحبّ وأن تُظهر هذا الحب، وهي تعبّر عن حبّها هذا لله ولمن هم أكثر ضعفاً.

* * *

نقلته من الإسبانية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية