روما، الأربعاء 7 مارس 2012 (ZENIT.org). – يتحدّث المونسنيور خوسيه فيليكس رييرا، نائب أمين سرّ مجلس أساقفة كوبا في هذه المقابلة مع جمعية "عون الكنيسة المتألمة"، عن الآمال التي يعقدها الكوبيون على الزيارة المرتقبة للبابا بندكتس السادس عشر، واصفاً الوضع الحالي للجزيرة.

زينيت- هل يمكن لنيافتك أن تصف لنا لحظة وصول البابا إلى كوبا؟
المونسنيور بيريز- يصل البابا بتدكتس السادس عشر إلى كوبا في زمن من النعمة، خلال الاحتفال باليوبيل المئوي الرابع لظهور العذراء سيدة الإحسان. إنّنا نأمل جميعاً أن يثبّت الأب الأقدس إيماننا، وأن يمدّنا بروحية الإحسان التي تُعتبر فضيلة إلهية تساهم في إحلال السلام وإتمام المصالحة بين الكوبيين.

ما الذكرى التي تحملها من زيارة البابا بولس الثاني إلى كوبا في العام 1998؟
لقد أعطت زيارة البابا فوتيلا دينامية جديدة للهمل الرعوي في كنيستنا. وكانت المرة الأولى التي تقوم فيها الجماعة الكاثوليكية باستدعاء المؤمنين علنياً، وتتحدث فيها بحرّية عن المسيح في الساحات؟ وبفضل البابا يوحنا بولس الثاني، عاش الشعب الكوبي تجربة الإيمان الفرِح، تماماً كما هي روح هذا الشعب.

هل سيلقى البابا بندكتس السادس عشر كوبا مختلفة؟
لقد شهدت كوبا بعض التغييرات خلال السنوات الأخيرة، وقد أصبح لها رئيس جديد وهو راوول كاسترو. ولكنّنا لا نزال نعاني مشاكل اقتصادية، ونمرّ بأزمة شديدة تطال القيم. لقد ساهمت الكنيسة خلال هذه السنوات في تحسين السلوك الأخلاقي لسكان الجزيرة كلّهم، ولكنّ مجتمعنا الملحد والمادي يؤثر سلبياً في الشعب الكوبي.


هل أدّت هذه الأزمة إلى تردّي الوضع الاقتصادي؟
لقد أعلنت الكنيسة في أكثر من مناسبة رفضها لمنطق الحصار، وشدّدت على موقفها خلال زيارة البابا يوحنا بولس الثاني. من الصعب أن نحدّد الآثار المترتبة على الأزمة، ولكنّ هذه الانعكاسات تؤثّر سلبياً في وضع متأزّم بالأساس. كما أنّ الشأن الاقتصادي الكوبي بالغ الأهمية لأنّ الرواتب العمّال الزهيدة ستحول دون تلبيتهم احتياجاتهم اليومية.

في العام 1998، دعا فوتيلا الكوبيين إلى الخروج عن العزلة التي تعاني منها البلاد. فهل انفتحت كوبا على العالم؟
أظنّ أنّها فعلت. ولكنّ انفتاحها كان غير كافٍ، ليس فقط بالنسبة إلى العالم، بل بالنسبة إلى الكوبيين أنفسهم. وكما صرّح الرئيس راوول كاسترو، من الضروري أن نجد نقاط التقاء واتفاق على المستويين السياسي والاجتماعي.

هل تظنّ أنّ زيارة البابا المقبلة ستؤثّر في توطيد العلاقات بين الكرسي الرسولي وكوبا؟
إنّ زيارة وحيدة لن تستطيع أن تُحدث هذا التغيير. ولكنّها ومن دون أدنى شكّ ستكون فرصة مفيدة لتحسين التواصل بين السلطات المدنية الكوبية من جهة، ورعاة الكنيسة المحلية من الجهة الأخرى.

هل من المحتمل برأيك عقد لقاء بين البابا راتزينغر وفيديل كاسترو؟
إنّ لقاء كهذا ليس مدرجاً على جدول الزيارة. ولكنّ البابا بندكتس السادس عشر سيلتقي في قصر الثورة بعائلة رئيس الدولة...


* * *
نقلته من الإسبانية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية