نظام إقتصادي يخدم الانسان

الكاردينال بانياسكو

Share this Entry

روما، الثلاثاء 6 مارس 2012 (zenit.org) – تعتبر الكنيسة أنّ ما هو ضروري لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة هو نظام إقتصادي يخدم الانسان، ويحافظ على نزاهته، ويعزز «قدرته على العطاء وعلى محبّة الآخر».

تكلّم رئيس مجلس أساقفة إيطاليا  أنجيلو بانياسكو مرّة أخرى عن هذا الموضوع الأسبوع الماضي وذلك خلال مؤتمر عقد في كلية لندن للاقتصاد بناء على دعوة من الجميعة الايطالية. 

فقال «لا يوجد إقتصاد قادر على العمل بدون إحترام للقيم غير القابلة للتفاوض، وبدون تطبيق مبادئ الأنتروبولوجيا والأنسية المسيحية التي تعزز قدرة العطاء ومحبّة الآخر».

يتمنى الكاردينال بانياسكو واصفًا الأزمة بأنها عالم من « أضواء جميلة وظلال خطيرة» أن «تنير حقًا» هذه الأضواء يومًا ما «الجميع، كل الناس وكل الشعوب بحيث تنخفض نسبة، وإن أمكن تختفي، التفاوتات الواضحة وغير المقبولة القائمة اليوم».

«إذ ينهار عاجلاً أو آجلاً النظام الاقتصادي عندما يصبح “إقتصاديًا” أي يهتم بنفسه بغض النظر عن قيمته الأعلى ألا وهي الانسان».

قال في هذا الصدد بانياسكو إنّ الانسان لا يستطيع أن يتحوّل إلى «كتلة من المواد» ما دامت طبيعته تسمح له أن يتفوق، وأن يتخطى تكوينه الماديّ بفضل المعرفة التي تساعده على العيش وعلى مواجهة الكون بأسره.

وأضاف «تتوضّح اللاإنقاصيّة إلى المادّة في تجربتا الحبّ، والاخلاص الذي هو كما ذكر الفيلسوف غابرييل مارسيل “هبة” من الله لأنّه يقرّب الانسان من الخلود أي من الحياة “الأبدية”».

يقول رئيس أساقفة جنوى إنّ عمق الإنسان وتفرده ينكشفان ويتلامسان عند الادراك «أننا نستطيع أن نعيش معتبرين الحياة هبة أي من خلال الخروج من أنفسنا ومن محيطنا لمقابلة الآخر والترحيب به عبر المشاركة جذريًا».

ويعتبر أنّ الإنسان هو «موضوع تكثر علاقاته» بالأشياء المادية وبـ «الآخر فيتشاركان ويتقدمان سويًا ويعثران على الكمال الذي قبل أن يكون وظيفي (أي ضروري للحياة الحقيقية) هو روحي وأخلاقي».

إقتبس الكاردينال بانياسكو من رسالة البابا بندكتس السادس عشر “المحبّة في الحقيقة” قائلاً إنّ كل ذلك غير كافٍ فالانسان يحتاج «إلى علاقة مع المطلق، مع المتسامي، مع الله» لأنّ «الانسان من دون الله لا يعرف إلى أين يذهب ولا يستطيع أن يفهم جوهره».

وكتب البابا في الرسالة الجامعة «الانسان هو الرأسمال الأوّل الذي يجب المحافظة عليه والرفع من شأنه والقضية الاجتماعية أصبحت جذريًا قضية إنسانية».

وفي هذا السياق إقترح رئيس مجلس أساقفة إيطاليا مجموعة من القيم الأساسية والتي لا يمكن التنازل عنها فهي تكوّن «أخلاقيات الحياة». وهذه القيم هي «الحياة من الحمل حتى الموت الطبيعي، الأسرة المؤلفة من رجل وإمرأة متزوجين، وحرية الدين والتعلم».

يعتبر الكاردينال بانياسكو أنّ هذه القيم هي بمثابة «الجذر الذي لا يمكن قطعه دون قتل الشجرة» فهي إذًا «غير قابلة للتفاوض». ولكنّها أيضًا تمثّل «جذع لا يزال على قيد الحياة» ويطوّر هذه القيم آخذًا بعين الاعتبار الأخلاق الاجتماعية في مختلف جوانبها.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير