1. يشكر الآباء الله على عطيّة الروح للكنيسة برسامة الأساقفة الجدّد: منير خير الله، والياس سليمان، وميشال عون، ويرحّبون بهم أعضاءً جددا في السينودس المقدّس. وهم يشكرون مجدّدًا قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر على ترسيخ أواصر الشركة في المحبة، بقبول الأساقفة الجدّد في الجسم الأسقفي.
2. يعتري الأباء شعور من الأسى العميق على الضحايا التي تسقط نتيجة المواجهات الدموية في سوريا، وهم يستصرخون الضمائر للإبتعاد عن العنف وسفك الدماء، واللجوء الى الحوار والحلول السلمية . إن مستقبل الشعوب لا يقرّره العنف، بل الروابط العميقة التي تشد أواصر الوحدة، وتؤسّس نُظُمًا سياسية تليق بالإنسان وبكرامته.
3. إن السجال المستمر في لبنان حول ممارسة السلطة في الحكم وحدودها سيؤدّي حتماً الى تعثّرات أكبر في البلاد، وينعكس سلباً على خير المواطن وحقوقه. فالمطلوب وضع قواعد تعالج هذا الخلل. لأنّ تطوير الأداء ونظام العمل في مؤسسات الحكم يتطلب الإرتكاز على ما نصّ عليه الدستور، وما تعهّده اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني، وعلى الأعراف الميثاقية .
4. يعتبر الآباء أن ما يثار في موضوع الثقافة الوطنية، وبخاصة حول كتاب التاريخ ، هو جدال يجب أن يؤدي إلى ما يخدم مستقبل الوطن والأجيال الطالعة. فتاريخ لبنان لا يُقرّر خارج الإجماع الوطني الذي تمليه الحقيقة الموضوعية بروح الميثاق. فهو إما أن يكون كل تاريخ لبنان وتاريخ كلّ لبنان، أو يكون مشروع انقسام جديد في البلاد.
5. إن ما أثاره موضوع الأجور وما نتج عنه على الصعيد الحكومي، وما يُثار في موضوع المالية العامة، يدعو المسؤولين جميعًا إلى إيجاد حلّ سليم للأمور المالية العالقة، ووضع خطة نهوض إقتصادي متكاملة. فما من اقتصاد وطني سليم بلا معايير ملزمة، تلهم سياسة اقتصادية غايتها الخير العام، وضبط الهدر، والعدالة التوزيعية، والتماسك الاجتماعي، وحماية الأضعف.
6. يرحّب الآباء بالدور الوطني الذي تؤدّيه القوى الأمنية وبخاصة ما يقوم به الجيش اللبناني من حماية للحدود، وسهر على الأمن في كل المناطق اللبنانية، ويتطلعون إلى أن يسهم الإجماع الذي لقيه هذا الدور في ترسيخ الأمن وضبط الحالة الطارئة المستجدّة، وبسط شرعيّة الدولة على كامل حدود الوطن وأرجائه.
7. إن زمن الصوم المبارك هو زمن العودة إلى الله بتوبة صادقة، والعودة إلى الآخر الذي يتجلى فيه وجه الله، خصوصًا الفقير والمريض والمسجون والمهمّش… الذين تماهى بهم السيد المسيح عندما قال: “كل ما فعلتم لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه” ( متى 25/40). يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم الى أن ينطلقوا في الصوم بمسيرة تجدّد روحي عميق تقودهم الى حمل فرح الرب يسوع إلى البشر من خلال مشاركة أخوية صادقة.