بكركي، الخميس 8 مارس 2012 (ZENIT.org). – أكّد غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن المرأة في الحياة، في البيت وفي المجتمع هي كما الروح في الجسد فإن غابت عنه كان الموت الاجتماعي. هي ترتاح عندما تتعب، تنام عندما تسهر وتقتات عندما تطعم وبحبها وحده يخلص العالم. كلام غبطته جاء في العظة التي ألقاها في خلال ترؤسه للذبيحة الإلهية لمناسبة إطلاق مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية عند الخامسة من بعد ظهر أمس الأربعاء في كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي بحضور منسّقة المكتب الام دومنيك حلبي، نساء المجمع الماروني، اللجنة الوطنية لراعوية المرأة، لجنة المرأة في أبرشية طرابلس المارونية، فريق برين ستورمينغ، اضافة الى عدد من أعضاء لجان المرأة والعائلة في الابرشيات المارونية.
بعد الانجيل المقدس القى غبطته عظة بعنوان : ” ليس عندهم خمر، إفعلوا ما يأمركم به” ومما قال فيها: ” بفضل تدخّل امنا مريم العذراء كانت الآية التي حوّل فيها الرب يسوع الماء الى خمر. كلمتان اساسيتان قالتهما امنا مريم العذراء، الاولى ليسوع والثانية للخدم، فكانت نموذجاً لخدمة كل امرأة في العائلة وفي الكنيسة انطلاقاً من هذا يسعدنا أن نطلق مكتب راعوية المرأة ونثمّن عمل كل الذين عاونوا ويعاونون في سبيل نجاحه. هذا العمل يستمدّ خدمته من كلمتين وهما الطلب والتشفّع من يسوع المسيح، ونذكر اليوم في هذا القداس كل امرأة في أي حالة كانت، زوجة، أمّ، أخت، أرملة. ونطلب منها ان ترتكز على هاتين الميزتين المتطابقتين مع كرامة المرأة وانوثتها نشكر الرب على المرأة التي لاتتعب ليلاً ولا نهاراً بل تصمت في كل الحالات. وكما يقول البابا يوحنا بولس الثاني عندما ينهار الجميع تبقى صامدة تعطي من دون حساب أو مقابل. هذه هي جودة الخمر الطيّبة التي اعطاها يسوع، في هذه الآية التي اراد من خلالها ان يظهر لنا عظمة مريم، فالمرأة تغيّر مجرى الحياة وعندما يغضب الرجل هي تهدىء الامور وتفعل ما يلزم. ولأنها تحب فهي حاضرة دوماً للخدمة والعطاء. وحده حبها يخلّص العالم، فمن يحب يصنع كل ما هو جميل، والخمرة التي تكلّم عنها يسوع هي خمرة الروح القدس. وختم غبطته قائلاً: هذا القداس نقدّمه لشكر الرب على هذه المرأة ونصلي لتواجه كل ثقافات العالم التي تحطّ من قيمتها على مختلف الاصعدة آملين أن يساعد مكتب راعوية المرأة كل إمرأة ويعزّز معنى حضورها في العائلة والكنيسة.
وفي ختام القداس ألقت الاخت دومنيك الحلبي منسّقة مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية كلمة شكر تمنّت فيها “أن يكون إسهام المرأة في المجتمع بيّناً ومعترفاً به في العالم أجمع، مشيرة الى أنه ثمّة من لم يدرك قدر ما تقدّمه المرأة في حياتنا العامة وبخاصة في العائلة هي التي اضطلعت بديناميكية روحية حقيقية على مدى تاريخنا المسيحي”. وأضافت: “نحن نعمل لتكون المرأة شريكة فاعلة تتكامل والآخرين في مختلف حالاتها في حمل رسالة الكنيسة وعنوانها اليوم “شركة ومحبة”. واننا بالتعاون مع العاملين والعاملات في الحقل العام نسعى لاعادة الصياغة النظم والقوانين التي ترعى شؤون المرأة، ونسأل الله أن ينيرنا لنصمد في دعوتنا”.
–