لوقا ماركوليفيو
روما، الثلاثاء 13 مارس 2012 (ZENIT.org). – أعلن الكاردينال أنجيلو بنياسكو، رئيس أساقفة جنوى، أن السياسة هي شكل من أشكال “التفاني من أجل المصلحة العامة” وبالتالي “التعبير عن المحبة”، وأكده بندكتس السادس عشر لرئاسة مجلس أساقفة إيطاليا، وهذا ضمن الحديث الذي أجراه أثناء لقائه مع المسؤلين السياسيين الإيطاليين، في جامعة الصليب المقدس في روما، حول “المسألة الأنتروبولوجيّة للعقيدة الإجتماعيّة في الكنيسة”، في السابع من مارس.
وفقا للكاردينال الإيطاليّ، إن التنمية الإقتصاديّة، التكنولوجيّة والإجتماعيّة قد تكون حقيقيّة فقط إذا “كان الإنسان اول مرجعيّة لها” وإذا “أبقينا على الأبعاد الأساسية في الإنسان، دون إهمال أي منها”.
وتابع الكاردينال بنياسكو قائلا، إن الإنسان “ذو بعد متسامي، يجعله من الناحية النوعيّة مختلف عن العالم الذي يعيش فيه”؛ ومن ناحية أخرى إن مجتمع الإستهلاك، يقوده إلى التهور لحدّ يجعل منه “هدف”؛ إذ، لا يمكننا اعتبار الخبرة الدينيّة “هامشيّة ولا حتى اعتبارها بلا أهمية”: بل على العكس، علينا “النظر إليها كعنصر أساسي، حتى في سياق مجتمع علمانيّ، لأنها تشكل أكبر علامة على حريّة الإنسان” وعلى الدولة الدفاع عنها وترويجها.
ثم أضاف قائلا بأن مسؤوليّة كبيرة تقع على عاتق “الإعلانات التجاريّة” التي توصل إلى “منطق سطحيّ” ولها “استخدام متهور للأموال” وبعرضها “لنماذج غالبا ما تكون تعجيزيّة”.
على حد تعبيره فإن السياسة قد فقدت مصداقيتها في إيطاليا، وفي العالم بأسره، “بسبب سبغها قيمة مطلقة على التكنولوجيا”: وهو تصميم يدعي بأن تكون “نهاية العمل الإنساني محددة مسبقا بالعلم”، بالإستغناء عن الخبرة السياسيّة.
واختتم رئيس الأساقفة الإيطاليين بمبدأ اللامركزيّة الذي ينطبق أولا على الشباب، عبر القياس الذي يمثلونه “وهو المورد الأهم في مجتمعنا”: وينبغي تعزيز مساهمتهم بالأخص في نطاق العمل، حتى لا يتم الحكم عليه “كفقر إنسانيّ واقتصاديّ”.
*** نقلته إلى العربيّة م.ي.