آسيا بيبي: "أخرجوني من هنا!"

قصة مؤلمة لامرأة محكومة بالإعادم بتهمة التجديف في باكستان

Share this Entry

مدريد، الأربعاء 14 مارس 2012 (ZENIT.org). – خلال عرض للكتاب الشهير “أخرجوني من هنا” الذي يحكي قصة آسيا بيبي، المرأة الباكستانية المسيحية المسجونة ظلماً بتهمة التجديف، أعلنت الصحافية الفرنسية آن-إيزابيل توليه التي شاركت بتأليف الكتاب أنّ فرنسا ستمنح اللجوء السياسي لبيبي وعائلتها ما إن تخرج من السجن الذي تقبع فيه بانتظار تنفيذ حكم الإعدام.

وأشارت توليه إلى أنّه في حال إطلاق سراح بيبي، من الضروري إخراجها من باكستان على الفور، أي نقلها من السجن إلى المطار مباشرة ومنه إلى فرنسا لأنّ حياتها في خطر شديد بعد أن حكم عليها عدد من الأئمة بالإعدام الذي قد يرغب كثيرون بتنفيذه.

وتحدثت الصحافية عن كيفية إنجاز الكتاب من خلال مرافقتها لزوج آسيا لزيارتها في السجن كلّ أسبوع، وطرحها الأسئلة التي أرادت الكاتبة معرفتها، ثمّ نقلها إلى الكاتبة لتقوم بصياغتها، إذ أنّ أياً من آسيا وزوجها لا يجيد الكتابة.

آسيا بيبي هي امرأة ريفية وأمية وبسيطة لم تفكّر يوماً بأنّها قد تعيش هذا الكابوس. وقد تمّ اتهامها بالتجديف على النبي محمد من قبل بعض السيدات المسلمات، وصدر بحقها الحكم بالإعدام شنقاً.

استعانت الصحافية بكلمات آسيا بيبي لتخبرنا عن الأحداث التي أدت إلى إدانتها، متحدثة عن الكراهية التي أثارها شخصُها في الإسلاميين المتشددين الذين استعانوا بقانون مكافحة التجديف، في إطار محاكمة كانت بشكل جلي سياسية بامتياز، كما تحدثت توليه عن حياة بيبي داخل السجن بانتظار عفو رئاسي محتمل لم يصدر بعد.

دافعت شخصيات كثيرة عن آسيا بيبي من بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والبابا بندكتس السادس عشر، ولكنّ اثنين دفعا حياتهما ثمن دفاعهما عن بيبي، وهما الحاكم سلمان تاسير ووزير الأقليات شاباز باطي اللذين تعرضا للاغتيال على أيدي المتعصبين.

ويخبرنا الكتاب عن ردّ فعل آسيا حين أخبروها أنّ البابا بندكتس السادس عشر قد تحدث مدافعاً عنها في ساحة القديس بطرس إذ قالت: “كيف يمكن ذلك؟ لا أصدق أن الأب الأقدس قد تحدث عني!”.

وكان البابا قد قال بالتحديد: “أفكر بآسيا بيبي وبعائلتها، وأطلب من الله أن تستعيد حريتها في أقرب وقت ممكن”. وأضاف أيضاً أنّه يصلي من أجل المسيحيين في باكستان الذين غالباً ما يتعرضون للتمييز والعنف.

تقول الكاتبة: “حين عدت إلى زنزانتي، لم أستطع أن أصدّق أنّ الأب الأقدس شخصياً يصلي من أجلي ويفكر بي. وتساءلت عما إذا كنت أستحق هذا الشرف. فلست سوى قروية فقيرة، ولا بدّ أنّ أشخاصاً كثيرين في العالم يعانون مثلي ويستحقون صلاته وتفكيره حتّى أكثر مني. ولأوّل مرة، نمت في زنزانتي والسكينة تعمّ قلبي”.

ولكن من جهة أخرى، تلقّت بيبي وهي في السجن أخباراً غير سارة. فذات يوم، قال لها سجانها المسلم القاسي: “لقد قُتِل ملاكك الحارس بسببك. إنّ محبوبك الحاكم سلمان تاسير الخائن للإسلام قد غرق في دمائه بعد أن تلقّى 25 طلقة نارية في إسلام آباد بسبب دفاعه عنك”.

وتنقل لنا الكاتبة ردة فعل آسيا: “رجف قلبي وانقبض، وامتلأت عيناي بالدموع. وصليت إلى الله قائلة: “لماذا يا إلهي؟”.

ومن زنزانتها، تطرح بيبي عدداً من الأسئلة التي تسلط الضوء على وضع المسيحيين في باكستان: “ماذا يمكن، لا بل ماذا يجب أن يردّ المسيحيون حين يسألهم أحد المسلمين إن كانوا يؤمنون بالله وبالنبي محمد؟ لقد تربيت على الإيمان بالمسيح وبالعذراء مريم وبالثالوث الأقدس. أنا أحترم الإسلام وإيمان المسلمين ولكن، كيف يمكنني أن أجيب على سؤال كهذا؟ إن قلت إنّي أؤمن بالمسيح، سيقولون إني أجدّف. وإن قلت إني أؤمن بالله وبالنبي محمد، سأكون قد خنت المسيح وأنكرته كما أنكره القديس بطرس ثلاث مرات”.

بعدها تلقت آسيا خبراً آخر ملأ قلبها مرارة: “شاباز بهاتي قد مات.. لقد تم اغتياله منذ ثلاثة أيام”. تقول آسيا: “في تلك اللحظة، شعرت بأنّ شيئاً يعصر قلبي بشدة، من داخل جسمي نفسه. تسمّرت في مكاني وخانتني ساقاي وشعرت بأنّني أختنق. وبدَت لي جدران زنزانتي تهتزّ وكأنّها ستنهار عليّ. شعرت وكأنني أعيش كابوساً في اليقظة منذ زمن طويل، لمّا انطفأ بصيص الأمل الأخير الذي أبقاني على قيد الحياة مع موت شاباز بهاتي. فكان معروفاً أنّ حياة الوزير في خطر وأنّه كان سيلقى مصير المحافظ نفسه (…) إني مصدومة ومدمّرة من جراء الميتة الظالمة التي لقيها الوزير (…) لقد مات شهيداً”.

ولكن تذهلنا مقاومة هذه المرأة الضعيفة ظاهرياً، والتي كان بإمكانها تفادي كل ما يحدث من خلال الإستجابة إلى دعوات اعتناقها الإسلام لتفادي الإعدام. وتقول آسيا بشجاعة: “ما دمت أتنفس، سأواصل القتال كي لا تكون حياة كلّ من سلمان تاسير وشاباز بهاتي قد ذهبت سدى. أريد أن تعرف الحكومة أنّها حتى ولو أقفلت علي في قبر، سأستمر بإسماع صوتي طالما أنّ قلبي ينبض”.

وفي نهاية قصتها المؤلمة، توجّه آسيا بيبي نداء إلى القراء: “الآن وقد قرأتم قصتي (…) وتعرّفتم إليّ، أرجوكم أن تخبروها لمن هم من حولكم. فليعرفوها. أظن أنّها الفرصة الوحيدة أمامي كي لا أموت في عمق هذا السجن. أحتاج إليهم. فليتعرفوا إليّ!”.

* * *

نقلته من الإسبانية إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير