بقلم أنيتا بوردان
روما، الثلاثاء 20 مارس 2012 (ZENIT.org) – مختبئة في مزرعتها في قرية موي (Mouilles) الصغيرة، الواقعة في شاتو نوف دو غالور (Châteauneuf-de-Galaure) في الدروم (Drôme) (في منطقة رون ألب) (Region Rhône-Alpes) ، مارت روبن، مؤسسة “عائلات المحبة “، والتي لا تزال دعوى تطويبها مفتوحة، تصلي لبلدها.إنه صباح الثامن من ديسمبر سنة 1947 عيد الحبل بلا دنس. يذهب الأب جورج فيني إلى مارت و يقول لها: ” فرنسا ملعونة. ستندلع الحرب الأهلية.” ولكنها تجيبه :” لا يا أبت، بصلاة الأطفال الصغار ستنقذ العذراء فرنسا.”
ذكر الأب برنارد بيروس في كتابه :” أحداث ليل بوشار” أن الأحداث بدأت في ليل-بوشاربعد الظهر.
في الوقت الذي دعا البابا بونوا 16 نهار الجمعة العظيمة الى الصلاة مع العائلات و لأجلها، خلال درب الصليب في الكوليزي (Colisee) من الجيد إعادة قراءة وعد العذراء مريم سنة 1947: ” سأبارك العائلات.” النص الذي يجعلنا نتأمل أيضا في سرّ البشارة الذي نحتفل به في 25 مارس، لأن جبرائيل رئيس الملائكة يظهر حتما.
لقد طلبنا من الأب كسافيه مال كاهن رعية ليل-بوشار،بلدة صغيرة في فرنسا، تقع على بعدKm 45 من جنوبي غربي تور (Tours) ، أن يخبرنا عن الأحداث وعن الحج اليوم و عن مشروع الكشافة.
زينيت- ماذا حدث في ليل-بوشار أيها الأب مال؟
توالت أحداث مهمة في هذه البلدة الصغيرة من تورين (Touraine) من 8 الى 14 ديسمبر 1947.في عدة أيام خلال هذه المدة تخبر أربع فتيات عن أنهن رأين ” سيدة جميلة” طلبت إليهن أن يحثّن أطفال البلدة على الصلاة “من أجل فرنسا التي هي بأمسّ الحاجة الى صلواتهم .” كان البلد ضحية مصاعب إقتصادية و سياسية وكنّا نخشى من أن أي صراع ما سيولّد حربًا أهلية.
من كانت تلك الفتيات و كيف ظهرت العذراء لهنّ؟
سأتحدث بإيجاز لذا يمكنكم الحصول على المعلومات الكاملة على الموقع الإلكتروني للمزار بالفرنسية و الإسبانية و الألمانية و الإنجليزية.
جاكلين أوبري 12 سنة، وأختها جان أوبري 7 سنوات، ونيكول روبن 10 سنوات ذهبن للصلاة في الكنيسة قرب المدرسة قبيل الساعة الواحدة بما أن الصفوف تتابع عند الواحدة و النصف. بمناسبة عيد الحبل بلا دنس كانت الراهبات اللواتي يشرحن الدروس قد طلبن من الأطفال أن يصلوا بشكل خاص للعذراء. دخلت الفتيات الثلاث إلى الكنيسة وركعن أمام تمثال القديسة تيريزيا الطفل يسوع و قلن “السلام عليك يا مريم” مرة واحدة من ثم ركعن أمام مذبح السيدة العذراء وبدأن بصلاة الوردية، عندها رأين السيدة العذراء ومعها ملاك يجثو على ركبة واحدة متأملا إياها. حينها خرجت الفتيات ليدعين أولادًا آخرين للدخول فلحق بهن اثنين من بينهم لورا كروازون 8 سنوات والتي رأت أيضا ” السيدة الجميلة.”
استجوب كاهن الرعية الأب سيغيل و الأخت سان ليون الفتيات كل على حدة فأخبرن القصة عينها. قالت جاكلين: ” رأيت سيدة جميلة تلبس ثوبًا أبيضًا و زنارًا أزرقًا ووشاحًا أبيضًا مع تطريز خفيف على أطرافه يغطي جبينها. كانت رجلاها حافيتين و ظاهرتين و كانت واقفة على صخرة مستطيلة كبيرة تشكل أرضية المغارة حيث ظهرت لنا. على يدها اليمنى تتدلى مسبحة حباتها بيضاء متصلة بخيط ذهبي. شعرها أشقر طويل يستريح على كتفيها ويغطي صدرها. أما الزنار الأزرق فكان شريطًا طويلًا و أكمام الثوب كانت فضفاضة. عند رجليها تستقر خمس وردات زهرية متلاصقة لتشكل نصف دائرة تنتهي بورقة خضراء عند طرفي الصخرة. كُتب على أسفل قدميها العبارة الآتية: ” يا مريم البريئة من دنس الخطيئة الأصلية، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك.”كان الملاك على صخرة من اللون نفسه للمغارة ولكن خارجها جاثيًا على ركبته اليمنى على مقربة من السيدة وعلى يمينها. كان يلبس ثوبًا أبيضًا ولديه جناحين بيضاوين وأطرافهما ذهبية.
كان ممسكًا بزنبقٍ أبيض بيد ،أما يده الأخرى فكانت على صدره وشعره أشقر.
هل أفصحت” السيدة الجميلة” و الملاك عن إسميهما؟
قالت “السيدة الجميلة” للأطفال: ” أطلبوا من الصغار أن يصلوا لفرنسا…لأنها بأمس الحاجة الى ذلك”
فسألها الأطفال:” سيدتي، أأنت هي أمنا من السماء؟”
فأجابت:”نعم أنا هي أمكم من السماء.”
“ومن هو الملاك الذي يرافقك؟” سأل الأطفال.
فأجاب الملاك:” أنا هو الملاك جبرائيل.”
بعدها أعطت السيدة موعدًا للأطفال في المساء و في اليوم التالي قائلةً:
” هاتوا أيديكم لأقبلها. عودوا عند الخامسة هذا المساء و غدًا عند الساعة الواحدة.”
هل استجاب الأطفال طلبها؟
استجاب الصغار و السكان لطلب “الزائرة”: كانت لهم معلمة للصلاة على مدى أسبوع، وشبح الحرب الأهلية تلاشى عن فرنسا التي أعيد بناءها في وئام بعد الأضرار التي تسببت بها الحرب العالمية الثانية.