المكسيك، الأحد 25 مارس 2012 (ZENIT.org) – ننشر في ما يلي خطاب البابا بندكتس السادس عشر لدى لقائه بالأطفال نهار السبت 24 مارس 2012 في غواداخواتو، خلال زيارته الرسولية إلى المكسيك.
* * *
أعزّائي الصغار،
إنّني سعيدٌ جدًّا بلقائكم اليوم وبرؤية وجوهكم المُبهجة التي ملأت الساحة كلّها.
فلكم مكانةٌ عزيزة جدًّا في قلب البابا وأريدُ من أطفال المكسيك جميعهم أن يعلموا هذا الأمر هم من يحتملون عبءَ المعاناة والإهمال والعنف والجوع لأشهر عديدةٍ بسبب الجفاف الذي اجتاحَ بعضَ المناطق.
أشكركم على لقاء الإيمان هذا وحضوركم الحيّ واستقبالكم لي بالترانيم.
وما هو مُهمٌّ اليوم هو أنّنا ممتلئون بالفرح والله يريدُنا دائمًا سعداء، هو يعرفُنا ويحبُّنا. فحينَ ندعُ حبَّ المسيح يغيّرُ قلبَنا يمكننا أن نغيّرَ العالمَ أجمع وهنا يكمنُ سرُّ السعادة الحقيقيّة.
نجتمعُ اليومَ في مكان يحملُ اسمَ “السلام” وهذه نعمةٌ من الله: “السلام لكم!” (يو 20، 21). هذا ما قالَه لنا الربّ القائم من بين الأموات وهذا ما نسمعُه خلال الذبيحة الإلهيّة ونردّدُه اليومَ أيضًا آملينَ أن نتحوّلَ إلى رسلِ سلامٍ فالمسيحُ أعطى حياته من أجل هذا السلام.
إنّ تلميذَ يسوع لا يبادلُ الشرَّ بالشرِّ بل هو أداةُ خيرٍ ورسول مغفرةٍ وحاملُ الفرح وخادمُ الوحدة. ويرغبُ المسيحُ أن يجعلَ حياةَ كلٍّ منكم قصّةَ صداقة فعاملوه إذًا كأعزّ أصدقائكم. هو لن يكفَّ عن قوله أن تحبّوا بعضكم بعضًا وأن تفعلوا الخير وأنتم ستستمعون إليه إذا بنيتم معه علاقةً ثابتة تساعدُكم على تخطّي المصاعب.
وها قد أتيتُ إليكم كي أشارككم عاطفتي فكلّ واحدٍ منكم هديّةً من عند الله للمكسيك وللعالم كلّه. كما يجبُ أن يتعاونَ كلٌّ من عائلاتكم وكنيستكم ومدارسكم والمسؤولين في مجتمعكم لجعلِ عالمكم مكانًا أفضل لا تسودُهُ الضغينة ولا الانقسامات.
لذا سأرفعُ صوتي وأدعو الجميعَ إلى الاعتناء بالأطفال وحمايتهم كي لا تغيبَ البسمةُ عن ثغرهم فيعيشوا بسلامٍ وينظروا بثقةٍ إلى المستقبل.
أنتم يا أصدقائي الصغار الأعزّاء لستم وحدكم، ثقوا بالمسيح وبكنيسته لتعيشوا حياةً مسيحيّةً. شاركوا في الذبيحة الإلهيّة يومَ الأحد وفي التعليم المسيحي وانضمّوا إلى حركاتٍ رسوليّة باجثين عن أماكن للصلاة والمشاركة والمحبّة. فهكذا عاشَ الطوباويّون كريستوبال وأنطونيو وخوان، شهداء تلاكسكالا الذين عرفوا المسيح أيّامَ التبشير الأوّل في المكسيك واكتشفوا أنّه لا كنزٌ أغلى منه. وهم مثلكم كانوا صغارًا فلنتعلّمُ منهم أنّه لا عمر للحبّ وللخدمة.
أتمنّى لو أستطيعُ أن أبقى معكم أكثر ولكنّني يجبُ أن أغادرَ. سنبقى متّحدين بالصلاة. أدعوكم إلى الاستمرار بالصلاة في المنزل أيضًا فتختبرون فرحَ اللقاء بالله في عائلاتكم. صلّوا للجميع ولي أيضًا. وسأصلّي لكم وللمكسيك كي يعيشَ فيه أطفالُه بصفاءٍ ووئام. أبارككم من كلّ قلبي وأطلبُ منكم أن تحملوا بركةَ البابا وعاطفته إلى عائلاتكم وأخوتكم وأخواتكم وإلى جميع أحبّائكم. لترافقكم العذراء مريم!
شكرًا جزيلًا يا أصدقائي الصغار.
* * *
نقلته إلى العربية بياتريس طعمه – وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية