ولكي نتجنب الوقوع في هذه اﻵفة المضرة، وضع لنا القديس البابا يوحنا الثالث والعشرين ثلاثة مبادىء أساسية وضرورية، لكل فعل يقوم به الكاثوليك في مجتمعاتهم. 1) النظر؛ 2) الحكم؛ 3) العمل(راجع، أم ومعلمة، فقرة 217). وبهذه الطريقة تتحول المعارف الخبرات والعلوم والطاقات التي إكتسبها شعبنا، إلى بوتقة متكاملة الاهداف والغايات تتحقق في "حيز العمل"(أم ومعلمة، فقرة 218)، فتجنب المسؤول كما الجماعات والمنظمات والرعايا واﻷبرشيات، خطر اﻹنزلاق في الفردانية(السوبرمانية- اﻹعلامية).
التجربة الكبرى الذي يتخبط بها عالم اليوم، هو تسخير امكانية الشر للدمار بشكل جماعي، أما توحيد قوى الخير متبعثر وضعيف... لذا تحض تلك المبادىء اﻹجتماعية والروحية الكاثوليك، إلى ضرورة خلق ثقافة المشاركة التضامن بين الجماعات واﻷفراد داخل الكنيسة وخارجها من اجل خير الانسان، فيقترن العلم بالفعل، والقول بالعمل. ولكي يصل الجميع الى الهدف المنشود، وجب ان تحكم العلاقات وكل تعاون مشترك، مجموعة من القيم اﻷساسية أهمها: الصدق والنية المستقيمة والتقدير المتقابل، والاحترام المتبادل والارادة الصالحة، حوافز ونقاط تلاقي توجه النوايا واﻷفعال نحو "عمل مناسب وفعال"(ام ومعلمة، فقرة 219) ومستدام.
لهذا يضعنا القديس البابا يوحنا الثالث والعشرين، امام سر نجاح عملنا الروحي- اﻹجتماعي في العالم، نجاح جماعي منسق وهادف ومتقن، لإن التسرع والتفرد في القرارت، يؤدي لا محال الى تضعضع القوى وفقدان قابلية العمل لدى المجموعات واﻷفراد والعائلات، مما يخلق إرباكا للكنيسة ولرسالتها، ويفقر طاقاتها البشرية.
المهم ليس ما تعمله من مشاريع واعمال، المهم ان ما تحققه، عليه ان يكون ثمرة رؤية جماعية وتفكير متضامن، أي في روح المشاركة المتفاعلة، مع أياد سخية محبة للمسيح ولخير الكنيسة. لا يوجد في كنيسة المسيح، ذهنية السوبرمان او one man show هناك الشخص الذي يتحقق بالمسيح في قلب الجماعة التي بدورها تقدسه باسم المسيح، وما القداسة إلا ثمرة من هذا التحقق. القديس هو الذي رأى وحكم وعمل بالمحبة وسط جماعة اﻹخوة. القديسة تيريزيا دي كالكوتا خير مثال على ذلك.