أعرب البابا خلال لقائه مع اللاجئين عن الرغبة الشديدة التي كانت تتملكه للقائهم فقال: “لطالما كنت أرغب بلقائكم أنتم الذين وبسبب الصراعات الدموية أجبرتم على ترك وطنكم لإيجاد ملجأ في هذه الأرض، وفي الوقت عينه أردت أن ألتقي بكم أنتم الشباب الأعزاء الذين تعانون بعض العوائق الجسدية.”
أشار البابا الى أن المكان الذي يتواجد فيه اليوم مع الحاضرين يذكرنا بمعمودية يسوع الذي أتى الى الأردن لينال العماد على يد يوحنا فأظهر بذلك تواضعه ولبس حلتنا البشرية، لقد وضع نفسه وبمحبته أعاد الينا الكرامة وأعطانا الخلاص: “هذا التواضع الذي أظهره يسوع، أي فعل انحنائه على جراحاتنا البشرية ليشفيها يلمسنا على الدوام، ونحن بدورنا أيضًا نتأثر بالمأساة والجراح في عصرنا، بخاصة تلك التي تسببها النزاعات في الشرق الأوسط.” أضاف الحبر الأعظم أنه يفكر اولا بسوريا التي مزقها الصراع وقد خسرت الى الآن عددًا لا يحصى من الضحايا وأجبر الكثير من سكانها على الهرب واللجوء في بلدان أخرى. وقال بأسف: “من يصنع الأسلحة التي تقتل الإنسان؟ هذه الأسلحة هي التي تساهم في الإستمرار بهذه المشاكل في المنطقة”، ذاكرًا بصلاته أولئك الذين يصنعون الأسلحة للحصول على المال.
شكر الأب الأقدس السلطات الأردنية والشعب الأردني لاستضافتهم هذا العدد الكبير من اللاجئين من سوريا والعراق وشكر أيضًا كل الذين يؤازرون اللاجئين وقال أنه يفكر أيضًا بأعمال الخير التي تقوم بها المؤسسات الكنسية ككاريتاس الأردن وغيرها، فهي وبمساعدتها الجميع ومن دون تفرقة تظهر نقاء وجه يسوع الكلي الرحمة: “فليبارككم الله القدوس جميعًا على جهودكم لكيما تخففوا المعاناة التي سببتها الحرب!”
وجه فرنسيس أيضًا نداء الى المجتمع الدولي لكي لا يترك الأردن يتعامل بمفرده مع هذه الحالات الإنسانية الطارئة بل أن يقدم الدعم لهذا البلد والمساعدة اللازمة. هذا وكرر البابا نداءه للسلام في سوريا: “فليتوقف العنف ولتحترم حقوق الإنسان وتؤمن المساعدات اللازمة للسكان الذين يعانون! ” “فلتترك الأسلحة ولنسير على طريق التحاور فالحل يأتي من الحوار والتحنن على الذين يعانون، ومن البحث عن حل سياسي وتحمل المسؤولية تجاه الإخوة!”
طلب الحبر الأعظم من الشباب الموجودين أن يضموا صوتهم اليه في الصلاة من اجل السلام، وقال أنهم قد يفعلون ذلك بتقديمهم لله معاناتهم اليومية وبذلك ستصبح صلاتهم قيمة وثمينة. كذلك شجعهم على أن يساهموا من خلال التزامهم في بناء مجتمع محترم للأضعف، والمرضى، والأطفال، والأشخاص المسنين: “حتى في صعوبات الحياة كونوا علامة رجاء، أنتم في قلب الله وفي قلب صلواتي، وأنا أشكركم على حضوركم.”
في نهاية اللقاء، جدد البابا تمنياته أن يسود العقل والاعتدال ولكي تجد سوريا بمساعدة المجتمع الدولي طريق السلام: “فليرد الله أنفس من يخلقون العنف ويقومون بخطط للحرب، وليقوّ قلوب وعقول صانعي السلام وليغدق عليهم بركاته.”
كذلك، وبعد أن سار بين المؤمنين وباركهم بالماء المقدس، قدم البابا كأسًا ذهبية لكنيسة اللاتين في المغطس.