"السان فالنتان"… أكثر بكثير من مجرد "عيد العشاق"

الكاهن فالونتينو صديق الخطاب والعائلة

Share this Entry

إنّه الكاهن والراعي والمحامي[1] الذي سخّر جميع إمكاناته الراعوية في خدمة قضيّة الحب الزوجيّ ورعوية الخطّاب، إزاء همجيّة الإمبراطور كلاوديوس التي تجلّت في قرار سياسيّ، يمنع فيه الزواج وحلّ الخطوبات، ودعوة كل الشباب الى الحرب… وما إن علم القديس فالنتينو بقرار الإمبراطور، حتّى تجنّد في تزويج الخطّاب ومدّهم بالمال من أجل تأمين مسكن لائق بهم، إيماناً منه بأن العائلة خير المجتمع، وهي مهد ثقافة الحبّ، إزاء ثقافة الحرب والدمار التي أرادها الإمبراطور. لهذا يّعد فالنتينو لنا، صديق العائلة، لأنّه جسّد للعالم الوثني والمسيحيّ راعوية الكنيسة تجاه الخطّاب وبالتالي تجاه الحبّ الزوجيّ والعائلة، ولاسيّما عندما يمرّ المتحابون في أزمة، يكون كاهن الرعيةّ السند والعضدد، الذي يعزيهم في محنتهم. لقد عرف فالنتينو أن يتحدى السلطة الجائرة، التي أرادت تقويض وتدمير العائلة، فهو يرمز الى الكنيسة المدافعة دوماً وأبداً عن كرامة الحبّ الزوجيّ، تجاه السياسات التي تريد سجن الإنسان في دائرة المصالح والمنفعة.

فمع القديس فالنتينو، بإمكاننا أيضاً قراءة مفهوم جديد في دعم الخطّاب ماليًّا، لأن المساعدة الماليّة ليست محصورة في منهجية محدّدة، أعني مساعدة الفقراء والمعوزين، وهذا بالطبع مسؤولية الجميع، غير أن المساعدة الماليّة بإمكانها أيضاً أن تتوجه نحو مساعدة الخطّاب، ولاسيّما من ليس بمقدروهم تأمين مسكن لهم، وذلك بحث السطلة الكنسيّة الأغنياء في دعمهم، عبر مشاريع إسكانيّة لا تبغي الربح بهدف المشاركة والتضامن مع الله الخالق في تكوين أسر جديدة، تنشر ثقافة المحبّة والرجاء.

والسؤال الذي أود طرحه في ختام المقالة، هل سنشهد في القريب المنظور، مؤسّسة كنسيّة تعمل فقط في تأمين مشاريع سكنيّة مجانيّة للخطّاب المتعثرين ماليًّا، وتكون بذلك صورة منظورة للقديس فالنتينو المدافع عن حق الإنسان في تكوين أسرة؟ وهل الزواج مقتصر فقط على ذوي الدخل العاليّ؟ ألا يحق للفقراء في «تأسيس عائلة وإعالتها بالوسائل المناسبة»[2] ؟

[1] – السنسكار بحسب الكنيسة الإنطاكيّة المارونيّة، اليوم الرابع عشر، تذكار الشهيد فالنتينوس الكاهن، ص 49.

[2] – الأحكام القانونيّة لشؤون العائلة وأفرادها، 2013، ( البابا يوحنا بولس الثاني)، صفحة 23.

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير