1 – لماذا اختار قداسة البابا تناول طعام الغداء مع عائلات مسيحية ؟ ما هو الدافع العميق الذي يكمن وراء ذلك؟
يريد البابا فرنسيس قضاء بعض الوقت مع الأسر الفقيرة في بيت لحم و أطفالهم، للاصغاء اليهم، ومنحهم بعضاً من عطفه وحنانه. فهو لا يريد أن يكون الغداء مع الكرادلة، والمطارنة، أو السياسيين، ولكن مع الأسر الفقيرة. استغرق الأمر وقتا طويلاً لفهم أسباب طلبه هذا. إنه في الحقيقة بابا عظيم، فهو على مثال يسوع يريد أن يكون قريبا من الفقراء.
2 – كيف تم اختيار الأشخاص الذين سيشاركون البابا فرنسيس وجبة الغداء؟
لقد قام مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، المسؤول عن تنظيم هذا الحج، بتعيين لجنة. وقد قامت هذه اللجنة بوضع معايير لتحديد “فئات” الفقر. تم بعد ذلك اختيار كل عائلة لتمثيل فئة معينة من الاحتياجات. لم يكن الهدف اختيار الأشخاص اللذين لا يجدونَ خبزاً يوميّاً أو ينامون في الشارع. فالفقراء في بلادنا هم أشخاص يتألمون لأسباب سياسية أو اجتماعية أو انسانية. قمنا بالتواصل أيضاً مع الرعايا والتحدث مع العديد من الأشخاص. كما وقام العديد من الأفراد باقتراح أسمائهم علينا. تشاورنا بعد ذلك فيما بيننا، وتم التوصل إلى قائمة. لم يكن بالإمكان طبعاً اختيار الجميع. كان الخيار أمراً صعباً!
3 – هل يمكنك أن تعطينا بعض الأمثلة عن الأسر التي اخترتموها؟
هناك عائلة قادمة من اقرط، وهي قرية في شمال الجليل، أخليت ودمرت في عام 1948 من قبل الجيش الإسرائيلي. الكنيسة في هذه القرية كانت الناجي الوحيد! ورغم أن هنالك قرارات صادرة عن المحاكم، إلا أن السكان العرب المسيحيين لم يتمكنوا من العودة إلى قريتهم.
هناك أيضاً عائلة أخرى هي واحدة من العائلات الثماني والخمسين التي تملك أراض في منطقة كريمزان، في بيت جالا. ووفقا للمسار المخطط للجدار الفاصل الذي يقوم الاسرائيليون ببناءه، فإن أراضي هذه العائلات ستكون في الجانب الآخر من الجدار، وبالتالي لن يكون باستطاعة أصحابها الوصول إليها. هناك مفاوضات جارية مع القضاء، ونأمل أن النتيجة ستكون إيجابية.
هناك أيضاً عائلة أخرى من بين أولائك الذين يكافحون من أجل لمّ شمل الأُسَر. فأحد الزوجين من القدس والآخر من المناطق الفلسطينية. بموجب القانون الإسرائيلي، فإنه من الصعب إعطاء الزوج الفلسطيني تصريح إقامة دائمة في القدس.
هنالك أيضا عائلة أخرى لديها ابن حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأخرى حكم على ابنها بالنفي إلى غزة لأسباب سياسية. ستأتي عائلة أخرى كذلك من قطاع غزة، الذي يمثّل سجناً كبيراً.
4 – سيكون أفراد المجموعة اذا متنوعين، من حيث العمر والمكان الذي سيأتون منه والمعاناة التي يعيشونها…
نعم ، فستكون هنالك عائلات مكونة من الأب والأم والأطفال. وإذا كان أحد الزوجين مفقودا، فسيتم استبداله بقريب. وسوف تكون هنالك أيضاً أسر شابة وغيرها متقدمة بالسن. سيكون هناك العديد من كبار السن. أما العدد الإجمالي فسيصل إلى 20 شخصا، بحسب ما طُلِبَ منّا.
سيتم التجمع بعد القداس في فندق كازانوفا التابع للرهبان الفرنسيسكان. وسيستمر ذلك مدّة ساعة تقريباً. وبعد أخذ أماكنهم، سيقومون باستقبال قداسة البابا فرنسيس، وسيستطيعون حينها التحدث إليه، والإصغاء إلى كلماته وتعزيته الأبوية. تتحدث بعض الأسر اللغة الإيطالية، بينما تتحدث عائلات أخرى اللغة الإسبانية. سيكون هنالك أيضا أحد الرهبان الارجنتينيين، الذي يتحدث العربية وسيساعد لذلك في الترجمة متى لزم الأمر.
5 – أراد البابا فرنسيس، أينما ذهب، أن يتناول طعام الغداء مع الفقراء والمتألمين. فهل في هذا درساً لكنيسة القدس؟
هذا درس لنا نحن الأساقفة والكهنة. نحن بحاجة إلى التقرب أكثر من المتألمين في شعب الله. أن لا نعيش منعزلين في بيوتنا. يدعونا قداسة البابا دائماً إلى الخروج من ذواتنا، والذهاب نحو الآخر. إلى الإنطلاق بحثا عن الخراف، لا أن ننتظر حتى تأتي هذه الخراف إلينا نحن الرعاة. وفي هذا مثال عظيم بالنسبة لنا. البابا لن يرى كل البؤس الموجود في الأرض المقدسة. فهو سيلتقي مع خمس عائلات فقط، إلا أنه يعطينا دفعة جيّدة إلى الأمام كي نواصل نحن بدورنا العمل الذي من واجبنا القيام به.
أجرى المقابلة أندريس بيرغاميني – موقع البطريركية اللاتينية في القدس