التاسع من سبتمبر
روما، الثلاثاء 9 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
خبز للمسير
كان بإمكان ابن الله الصائر بشرًا أن يضحي خبزًا، فيصير بالتالي غذاءً لشعبه السائر نحو أرض الميعاد السماوية. نحتاج لهذا الخبز لنواجه تعب وإرهاق الرحلة… وصية الأحد ليست مجرد فرض خارجي. فالاشتراك باحتفال الأحد والتغذي من الخبز الافخارستي هو حاجة بالنسبة للمسيحي، الذي يستطيع بهذا الشكل أن يجد القوة الضرورية للرحلة التي يجب أن يقوم بها… السبيل الذي يخطه الله بشريعته يتماشى مع الاتجاه المرسوم في صميم الجوهر البشري. اتباع هذا السبيل يعني تحقيق الإنسان لذاته؛ وفقدان هذا السبيل هو خسران للذات. لا يتركنا الرب وحدنا في هذه المسيرة، فهو معنا، ويبغي أن يشاركنا مصيرنا عبر استيعابنا في ذاته… في الافخارستيا، المسيح حاضر حقًا في وسطنا. وحضوره هو حضور ديناميكي، يجعلنا خاصته ويستوعبنا في ذاته… في الافخارستيا، المسيح هو المحور الذي يجذبنا إلى ذاته؛ يجعلنا نخرج من ذواتنا لكي يوحدنا بذاته. بهذا الشكل، يُدخلنا في جماعة الإخوة… هذا يعني قبوله في الوحدة… لا يمكننا أن ندخل في شركة مع الرب ما لم ندخل في شركة بعضنا مع بعض. إذا ما أردنا أن نقدّم ذواتنا إليه، لا بد أن نذهب للقاء أحدنا الآخر… لا يجب أن نسمح ليَرْقة الضغينة أن تتملك روحنا، بل يجب أن نفتح قلبنا على شهامة الإصغاء للآخر، وعلى تفهمه، وعلى إمكانية قبول اعتذاره، وعلى اعتذارنا السخي بدورنا.