روما، الجمعة 26 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس والعشرين من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
حقيقة الزواج
حقيقة الزواج والعائلة التي تمتد جذورها في حقيقة الإنسان، وجدت تحقيقها في سر الخلاص، الذي نجد في محوره هذه الكلمة: “الله يحب شعبه”. بالواقع، إن الوحي الكتابي هو فوق كل شيء تعبير عن تاريخ حب، تاريخ عهد الله مع البشر. لهذا السبب استخدم الله تاريخ الحب، والاتحاد بين الرجل والمرأة في عهد الزواج، كرمز لتاريخ الخلاص… في العهد الجديد، يجذّر الله هذا الحب لدرجة أنه يصبح هو بالذات، في ابنه، لحمًا من لحمنا، وإنسانًا حقًا. لذا يأخذ اتحاد الله بالإنسان طابعه الأسمى والنهائي الذي لا رجوع عنه. وبهذا الشكل، يتم رسم الشكل النهائي للحب البشري، الـ “نعم” المتبادل الذي لا رجوع عنه. هذا الأمر لا يعزل الإنسان بل يحرره من عزلة التاريخ ليعيده إلى حقيقة الخلق. إن الطابع الأسراري الذي يأخذه الزواج في المسيح يعني بالتالي أن هبة الخليقة قد رفعت حتى نعمة الفداء. إن نعمة المسيح لا تقتحم الطبيعة البشرية من الخارج، ولا تغتصبها، بل تحررها وتصلحها فترفعها أبعد من محدوديتها. وتمامًا كما يكشف تجسد ابن الله معناه الحق في الصليب، كذلك الحب البشري الحق هو تسليم للذات؛ لا يمكنه أن يوجد إذا ما تحاشى الصليب.