نيويورك، 26 سبتمبر 2008 (Zenit.org). – أعلن الكاردينال أوسكار رودريغز، رئيس منظمة كاريتاس الدولية أن الافتقار إلى القيادة السياسية هو المسؤول عن التأخير في إنجاز أهداف الألفية، داعياً الأمم المتحدة إلى تخيل كوكب من غير انقسامات إلى عالم أول وثالث.
وتوجه اليوم الكاردينال أوسكار رودريغز مارادياغا بكلمة إلى الأمم المتحدة، بعد الدعوة التي وجهها إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى خمسة كرادلة غيره، لحضور قمة حول التنمية والتحول المناخي.
وحث الكاردينال قادة العالم على اتخاذ “قرارات شجاعة وتحقيق وعود سابقة” بغية بلوغ أهداف التنمية مع حلول المهلة المحددة سنة 2015. وقد ألقى مسؤولية التأخير في التقدم على “الافتقار إلى القيادة السياسية”.
لكن الكاردينال قال أن أسباب هذا الفشل لا تكمن فقط في مسائل مالية، أو مساعدة فعالة، أو تجارة، لا بل في مسائل ثقة، من هنا تبرز الحاجة إلى “تخيل عالم غير منقسم بعد الآن إلى أول وثالث”.
وأكد على “أننا بحاجة إلى تخيل عالم حيث يعتبر فيه موت ما يقارب 10 ملايين طفل سنوياً، بغضاً لا يُغتفر. نحن بحاجة إلى القدرة على تخيل أنفسنا لا في “العالم الثالث”، ولا في “العالم الأول”، بل في عالم نتشارك فيه واجباتنا تجاه الفقراء”.
الانحباس الحراري
ووجه الكاردينال نداءً ملحاً للبلدان الصناعية من أجل تخفيض الانبعاثات السامة، وأسف الأسقف الهندوري لأن التغيير المناخي يؤثر سلباً على تطور البلدان النامية قائلاً: “نحن نشهد خلق عالم يترك فيه جشع البعض الأكثرية على هامش التاريخ”.
وقد أعطى بلاده مثالاً على ذلك حيث استغلت شركات التعدين الأرض ولوثتها.
وفي تصريحات إلى إذاعة الفاتيكان، قال الكاردينال رودريغز مارادياغا أنه يرجو بأن يتم اتخاذ خطوات ملموسة للحد من الفقر مع حلول سنة 2015، مضيفاً أن الأمر الأكثر ضرورة هو “أن تعتبر الأمم المتحدة أن أهداف الألفية لن تتحقق من دون التنمية”.
كما أكد على أنه “من الضروري أن توزع موارد أكبر للتنمية، وفي الوقت عينه أن تلتزم بشدة البلدان المتطورة بمكافحة الفساد”.
في هذا الصدد، أضاف الكاردينال أن رسالة الكنيسة “هي الاستمرار في توعية الشعوب من خلال العقيدة الاجتماعية، كما قال بولس السادس في “تنمية الشعوب” بأن التنمية هي الاسم الجديد للسلام، وبأن السلام لا يتحقق في العالم من غير التنمية”.