كاستل غاندولفو، الجمعة 26 سبتمبر2008 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو المشاركين في اللقاء العالمي لحركة “روتروفاي” التي تساعد منذ أكثر من ثلاثين عامًا أزواجا يعانون من المصاعب، ووجه إليهم كلمة ضمنها تحية خاصة للكردينال أنيو أنطونيلي رئيس المجلس البابوي للعائلة.
قال الأب الأقدس إنه لمس عمل الروح القدس من خلال الإطلاع على نشاط هذه الحركة المكونة أيضا من أزواج عانوا المصاعب وتخطوها بنعمة الله ومساعدة “روتروفاي”، وشعروا برغبة وضْع اختبارهم الخاص في خدمة الآخرين، وأضاف أن الأزمة الزوجية تشكل واقعا ذا وجهين: وجه سلبي يبان في المرحلة الأكثر ألمًا كفشلٍ ودليلِ نهاية حلم أم تحول الحلم لكابوس، ووجْه آخر نجهله غالبًا، لكن الله يراه.
فكل أزمة ـ قال البابا ـ تشكل عبورًا إلى مرحلة حياةٍ جديدة، مشددا على أهمية الرجاء بدل الإحباط، وأشار إلى أنه، وفي الأوقات الأكثر صعوبة يفقد الأزواج الرجاء، وتكمن الحاجة لأشخاص آخرين يحافظون عليه، لمجموعة من أصدقاء حقيقيين مستعدين من خلال الاحترام الكامل والنية الحسنة، إلى مقاسمة رجائهم مع مَن فقده. وتصبحون هكذا، وفي فترة القطيعة، مرجعًا إيجابيا للأزواج يُتكل عليه في حالة اليأس، فتشكل لقاءاتكم سندا لإعادة تسلق المنحدر بشكل تدريجي.
وتابع الأب الأقدس متوقفًا عند معجزة الخمر في عرس قانا الجليل، حينما أعلمت مريمُ يسوع بأن الخمر قد نفد، وقال: عندما يقوم زوجان يعانيان من المصاعب بالاتكال على مريم والنظر للذي جعل من الاثنين “جسدًا واحدا”، يتأكدان إذ ذاك أن الأزمة تصبح ـ وبمعونة الله ـ ممرًا للنمو فيتطهَّر الحب وينضج ويتقوى. وختم البابا كلمته للمشاركين في اللقاء العالمي لحركة “روتروفاي” بالدعوة لتغذية حياتهم الروحية باستمرار ووسْم أعمالهم بالمحبة، كيلا يفقدوا رجاءهم خلال معاينة المصاعب، موكلاً الجميع إلى حماية عائلة الناصرة المقدسة.
يشار إلى أن حركة “روتروفاي” أبصرت النور في كندا عام 1977 وتنشط في إيطاليا منذ سبع سنوات وتتكون من عائلات تخطت أزمات صعبة وتريد مد يد العون لمساعدة الأزواج الذين يواجهون المصاعب.