بقلم روبير شعيب
ليون، الأربعاء 22 يوليو 2009 (Zenit.org). – طرح البطريرك المسكوني برثلماوس الأول فكرة أن يدخل مجلس شورى المجالس الأسقفية في أوروبا التابع للكنيسة الكاثوليكية، في مجلس الكنائس الأوروبية.
قدم البطريرك هذه الفكرة خلال الذكرى الخمسين لإقامة مجلس الكنائس الأوروبية وذلك نهار الأحد المنصرم في ليون، بمشاركة 750 ممثلاً عن 126 كنيسة مختلفة.
وشدد برثلماوس الأول في مداخلته على الثمار الجيدة التي يحملها التعاون بين مجلس شورى المجالس الأسقفية في أوروبا ومجلس الكنائس الأوروبية، معبرًا عن اعتقاده بأن تقوية التعاون بين المجلسين وتحسين هيكلية التعاون لن يؤدي إلا إلى خير أعمّ.
فحاليًا، الكنيسة الكاثوليكية ليست جزءًا من مجلس الكنائس الأوروبية، رغم أنها تتعاون بشكل حثيث مع هذا المجلس.
وقال البطريرك المسكوني: “إن مجلسًا يضم جميع الكنائس الأوروبية، وأشدد على “جميع الكنائس”، سيجيب بشكل أفضل على الوصية المقدسة الهادفة إلى إعادة وحدة الجماعة الكنيسة، وإلى مساعدة الإنسان المعاصر على مواجهة سلسلة من المشاكل المعقدة”.
واعتبر أن مستقبل أوروبا الجديدة سيكون “مظلمًا وغير أكيد” بمعزل عن القيم الروحية المسيحية. ولذا، بنظر برثلماوس الأول، سيساعد مجلس الكنائس الواحد على تعزيز أكثر فعالية للحوار بين الكنائس الأوروبية من جهة والمؤسسات الأوروبية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
وقد وجه البطريرك الكلمة مباشرة إلى رئيس أساقفة ليون، الكاردينال فيليب بربارين، الذي كان يصغي إليه في الصف الأول من القاعة، ودعاه لكي “ينقل الأمر إلى من يعنيه الأمر”.
الرأي الكاثوليكي
تعليقًا على اقتراح البطريرك، ميّز رئيس أساقفة ليون بين بعدين للمسألة: فمن ناحية هناك “الأرضية الملموسة للتعاون الذي هو قائم حاليًا، والذي يجب تعميقه بكل تأكيد”، ومن ناحية أخرى “مسألة الاندماج في الهيكلية، وهو أمر يتطلب التفكير”.
من ناحية أخرى، صرح أمين السر العام لمجلس شورى المجالس الأسقفية الأوروبية، الأب دوارتي دا كونا بأنه يؤمن بأن “الكنائس المسيحية في أوروبا هي مدعوة إلى الوحدة بحسب وصية الرب الذي أراد أن يكونوا واحدًا”.
وذكر بأن البابا يوحنا بولس الثاني قد وجه هذه الدعوة في الإرشاد الرسولي “الكنيسة في أوروبا” عندما كتب: “إن تعزيز أواصر الوحدة في أطر القارة الأوروبية يحث المسيحيين على التعاون سوية في عملية الاندماج والمصالحة من خلال حوار لاهوتي، روحي، أخلاقي واجتماعي”.
ولذا، اعتبر دا كونا أن الوحدة في عمل الكنائس ستجعل شهادة المسيحية أكثر مصداقية أمام المؤسسات الأوروبية.