بقلم ماري السمين
شرم الشيخ، الاثنين 01 مارس 2010 (Zenit.org) – نظم منتدى حوار الثقافات في الهيئة القبطية الإنجيلية لقاء فكرياً بعنوان ” مصر التي في خاطري .. مستقبل التفاعل والتنوع “، من 26 ولغاية 28 فبراير 2010 في مدينة شرم الشيخ، وذلك بمشاركة عدد كبير من المفكرين والمثقفين والفنانين والقيادات الدينية الاسلامية والمسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية.
تناول اللقاء ثلاث محاور رئيسية : الأول بعنوان “إطلالة تاريخية على أبرز محطات الحوار الوطنى”، والمحور الثانى بعنوان “مستقبل التعددية فى مصر وتقليص الفجوة بين الفكر والفعل”، والمحور الثالث بعنوان “مستقبل المجتمع المدني المصري وثقافة الحوار والعمل الديمقراطي”.
كما وأثار المنتدى قرار منع تعيين المرأة في منصب “قاضي” حيث قال الدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطني الديموقراطي، إن قرار مجلس الدولة بشأن رفض تعيين المرأة قاضية، يُعبر عن موقف ومناخ ثقافي أكثر من مجرد قرار لأغلبية المجلس، مهما كانت المبررات التي تقول إن المرأة رقيقة ولا تتحمل مشقة السفر. وربط هلال بين هذا القرار لمجلس الدولة وبين موقف مجلس الدولة بشأن نقض قرار المحكمة الإدارية الخاص بحظر النقاب، وهو ما يعزز ربط ما حدث بوجود موقف ديني وسياسي وفكري رافض للمرأة!.
وأوضح د.هلال أن هناك دراسة تشير إلى أن 75 % من الأزواج يميلون إلى ضرب زوجاتهم عند الاختلاف، وهو أيضًا ما يُعَبِّر عن المناخ الثقافي الموجود في المجتمع تجاه المرأة! وحذر من التمييز على أساس الدين، خاصة وأن التمييز بين المسلم والمسيحي سيتحول فيما بعد إلى تمييز بين السني والشيعي، ثم تمييز بين المذاهب التي ينتمي إليها السني وهي محاولات تمييزية لن تنتهي.
وأشار الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام، أن جماعة الإخوان المسلمين (المحظورة) والبيروقراطية المصرية، من أبرز معوقات تقدم مصر للأمام، واعتبر أن تأسيس جماعة الإخوان المسلمين خطوة قضت على أساس الدولة المدنية التي برزت في ثورة 1919، وأن ما يتردد عن الجماعة بشأن مساواة المسلم والمسيحي مجرد شعارات. وأبدى الدكتور سعيد دهشته من الحديث عن رفض تعيين المرأة قاضية، وانتشار النقاب فى ظل وجود المجلس القومي للمرأة، وغير ذلك من الظواهر التي تؤكد على تراجع مكانة المرأة في المجتمع.
أما في ما يتعلق بالحوار فشدد المشاركون على الحاجة إلى تطوير الإعلام والتعليم والخطاب الديني من أجل أن يساهم في نشر قيم التسامح والحوار، ويعمق الانتماء إلى الوطن، خاصة بعد أن ساهمت بعض الفضائيات في الآونة الأخيرة في خلق توترات ذات طبيعة دينية.
أما عن رفض الدولة حتى الآن لاصدار قانون محدد لدور العبادة طالب الكاتب الصحفي سعد هجرس بإجراءات عاجلة وهى الإقرار الفوري لقانون دور العبادة الموحد حتى نطفئ الحريق الطائفى، وطالب أيضا بقانون مناهضة التمييز بكافة أشكاله، الدين والجنس والنوع.. ولو كان هذا القانون موجودا ما جرؤ أعضاء الجمعية العمومية لمجلس الدولة على حرمان المرأة من حق دستورى لها. .
أما الكاتب الصحفي نبيل زكي فقال: لا بد من تغيير مناهج التعليم والإعلام وإعادة تأهيل رجال الدين المسيحى والشيوخ، فضلاً عن تدريس المسيحية للمسلمين وتدريس الإسلام للمسيحيين.
من جهته استنكر الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف مستنكراً اختزال الشريعة في الحدود، ولكنه عاد وقال لو تم تطبيق حد الحرابة على الإرهابيين ما عادوا إلى هذه الجرائم، وشدد على أن الخطاب الدينى السائد تصنعه أطراف كثيرة منها المؤسسات الدينية وأجهزة الإعلام ومناهج التعليم، وطالب بجعل الدين مادة أساسية وتغيير مناهجه حتى تنصلح الأحوال
اختتم المنتدى أعماله مشدداً على أهمية وجود حوار فقهي لاهوتي بين المسلمين والمسيحيين، حتى يعرف المسلمون كيف يفكر شركاؤهم فى الوطن، وهذه المعرفة فى رأيه هي أساس السلام الاجتماعي.