وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
تأمّل:
العمل والصلاة يتكاملان في حياة كل مسيحي. فلا يمكننا أن نلزم الواحدة ونترك الأخرى. حتى الحياة الرهبانيّة التي من قوامها الأساسيّة الصلاة هي قائمة أيضاً على العمل: الصلاة والعمل (Ora et Labora).
لكننا كيف نفهم جواب يسوع لمرتا: “مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا”. هل يرجّح يسوع من خلال جوابه بالأفضليّة للصلاة على العمل؟
بالطبع لا ولكنّه يريد أن يفهمنا أنَّ: إنْ صلّينا فلله يجب أن نصلّي وإن عملنا فلله يجب أن نعمل دون أن نتذمّر من ما يفعله الآخرين كما تزمّرت مرتا:”يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي”.
لنحذر من أن نكون في صلاتنا وعملنا متزمّرين وديّانين للآخرين وليكن كلّ شيء نقوم به فقط لمجد الله لأن: “إذا حيينا فللربّ نحيا وإذا مُتنا فللربِّ نموت”(روم 14: 8).